ومسألة أخرى: وهي أن الذين عدلوا عن هذا الطريق، طريق الصحابة، كان عندهم من الأدلة الباطلة، ما أقنعهم بهذا العدول، ولديهم من الحجج ما حملهم على ترك اتباعهم، وفتحهم طريقًا جديدًا، فضلُّوا وأضلُّوا.

فلا يخدعنك الشيطان كما خدع مَن قبلك.

فإن الشيطان إذا أتى ابن آدم، لا يأتيه على حقيقته، ولا يصارحه بمأربه، ولا يكاشفه بنيته، إنما يأتيه كما أتى أباه آدم من قبل بثوب الناصح، ولباس الهادي {قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [طه: 120]

ولم يكتف بهذا الخداع، بل راح يقسم لهما بالله إنه لمن الناصحين {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21]

تمامًا كما يقسم كثير من الناس أنهم على الحق وهم في ضلال بعيد.

لقد جاء الشيطان فقال لهم: هل أدلكم على فلسفة أهدى من كلام أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

وهل أدلكم على فكر أقوم من تفكير أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن تبعهم بإحسان؟

وهل أدلكم على سبيل التمكين في الأرض لتصبحوا ملوك الدنيا وسادتها؟

قالوا: بلى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015