جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]

فهذا بيان واضح، وحجة دامغة على العباد، بوجوب اتباع سبيل المؤمنين، ومن هم المؤمنون وقت نزول الآية غير الصحابة رضوان الله عليهم.

وهذا هو الضابط الثاني في مسألة المنهاج.

وقد توعد الله لمن خرج عن طريقهم، وسلك غير سبيلهم، أن يتخلى عنه في الدنيا، وأن يعذبه عذابًا أليمًا في الآخرة.

بعد هذا، يستطيع العاقل أن يجيب عن كافة الأسئلة السابقة.

ما النجاة؟

وما هو سبيل الخلاص من هذه الخلافات؟

وهل يمكن الاتفاق، وكيف يكون؟

وما هو الاعتصام، وكيف يكون؟

فالنجاة من ذلك كله، هي الرجوع إلى هذا الدين الحنيف، والتمسك به على طريقة الصحابة رضوان الله عليهم، ومن اتخذهم سلفًا له في العقيدة والمنهاج، والسلوك والفهم والعمل، بدءًا من لا إله إلا الله، وانتهاءً بإماطة الأذى عن الطريق، مرورًا بالامتثال لكل أمر، واجتناب كل نهي، بما في ذلك: فهم أصول أهل السنة والسير عليها، وإدراك معنى البدعة واجتنابها، واقتفاء آثار الصحابة الميامين، في كل خلق ودين، وقاعدة وسبيل، فمن ابتغى وراء ذلك، فأولئك هم الضالون والمنحرفون ولأمة الإسلام مفرقون {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى} [طه: 135]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015