وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} [البقرة: 137]
أي فإن آمن الناس من يهود ونصارى وغيرهم، بمثل ما آمن به أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أصابوا الطريق، واهتدوا المحجة.
وإن تولوا عن الإيمان بمثل ما آمن به الصحابة رضوان الله عليهم، فسوف يقعدون في حمأة الخلاف، والتفرق؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ والتفرق والشقاق.
ولحكمة عظيمة، لم يقل الله تعالى: فإن آمنوا بمثل ما آمنت به .. وذلك إشارة إلى صحة إيمان الصحابة رضوان الله عليهم، وأنهم الحكم الفصل في هذه القضية الهامة.
فهذا هو ضابط الإيمانيات والتوحيد والغيبيات وغير ذلك.
وهو الإيمان بمثل ما آمن به أصحاب النبي، والكف عما كفوا.
والإعراض عما أعرضوا، وترك البحث في قضايا ومسائل تركوا البحث فيها.
فبهذا تتحد كلمة المسلمين في العقيدة، وتنتهي الخلافات فيها.
وأما ضابط المنهاج، وهو الطريق والسبيل الذي تسير عليه الجماعة المسلمة، لتحقيق أمر العقيدة، وهو ـ المنهاج ـ محور الخلاف العصرين قال الله - عز وجل - {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ