يفهمون مقاصدها حسب أفهامهم، ونزعات عقولهم، وما كان الله ليترك العباد في منازعاتهم، واختلافاتهم، ثم يأمرهم بالاعتصام، ولا يرشدهم إلى الحق، ولا يبين لهم طريق الرشد.

محال هذا والله هو الرؤوف بعباده {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} [التوبة: 115]

إي وربي إنه لأرأف بعباده من أنفسهم، ولأرحم بهم من أن يدعهم حيارى مختلفين، كل فرقة منهم تفهم الإسلام فهمًا يناقض فهم الأخرى، وكلهم يدعون أنهم على الحق اليقين، معاذ الله أن يكون هذا!

إذن فالاعتصام والنجاة من الخلاف ممكن، لأن الله أمر به ولا يأمر الله إلا بالممكن، والاختلاف محرم، والنجاة منه ممكن لأن الله تعالى نهى عنه ولا ينهى الله عن أمر إلا وبالإمكان الانتهاء عنه {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]

فأين هذا الضابط الذي يضبط الفهم؟

وأين هذا المرجح الذي يبين الحق؟

مما لا شك فيه أن الإسلام عقيدة ومنهاج، وشريعة وأخلاق، وأن الخلاف واقع بين طوائف الإسلام في الجميع.

ونبين ههنا على هذه العجالة هذا الضابط باختصار فنقول: قال الله تعالى {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015