وبذلك تشغل كل جماعة نفسها بالأخرى وتسابق كل جماعة أختها بما تزعم أنه الحق عندها، لاستقطاب عقول أكبر عدد من الناس لتقوية جماعتها، فإذا رأى الناس هذا السلوك نفروا من الطائفتين معا، اتقاء للفتنة وشكا في النوايا التي تكمن وراء ذلك التمزق والتفرق.
ولو سلم المسلمون من هذا التمزق والتنازع ومن شغل بعضهم نفسه ببعض، لاجتمعت طاقاتهم كلها لسبق ما عندهم من الحق، إلى عقول الناس بدلا من سبق أهل الباطل بباطلهم.
قدوة سيئة منفرة.
ولقد كان هذا السلوك المشين من المسلمين من أهم الأسباب التي حجبت عقول غير المسلمين عن البحث عن الحق والالتفات إليه، فكان ذلك فتنة لغير المسلمين الذين يصرحون بأن المسلمين لو كان ما عندهم حق قابل للتطبيق، لطبقوه في مجتمعاتهم قبل أن يدعوا غيرهم إليه، وهذه هي القدوة السيئة التي تنفر الناس من الحق الذي يملكه المسلمون!