ومن جهة أخرى فقد تصدع كل شعب على حدة، بسبب كثرة الأحزاب التي زرعها أعداء الحق من المستعمرين وملئوا أدمغتهم وعقولهم، بأفكار ومذاهب أجنبية كلها باطلة، فشغل كل حزب نفسه بما معه من الباطل، ليسبق باطل غيره من الأحزاب الأخرى إلى عقول الناس، وليقي أعضاءه من أن يصل إليها باطل الأحزاب الأخرى، فأصبحت الأحزاب تتصارع بالباطل ضد الباطل.
تعاون قادة أحزاب الباطل ضد الحق وأهله.
ومن جهة ثالثة فإن أحزاب الباطل المتصارعة فيما بينها تجتمع كلها، لتسابق بباطلها أهل الحق إلى عقول الناس.
تنازع أهل الحق فيما بينهم.
ثم من جهة رابعة تجد أهل الحق يتنازعون فيما بينهم تنازعا يندى له الجبين، إذ يصل إلى أن تشغل كل جماعة نفسها بالجماعة الأخرى، وقد تكون الجماعتان متفقتين في الأهداف والوسائل - إلا فيما فيه متسع للاجتهاد - وقد تكونان - في الأصل جماعة واحدة، ولكن الهوى وحظوظ النفس والشيطان، زينت لبعض قادتها سلوك السبل المؤدية إلى التنازع والخلاف.