أو أن صامغين. هما قرة العين. وريّ الغين الصامغتان والصماغان والصمغان جانبا الفم وهما ملتقى الشفتين مما يلي الشدقين وهما أيضاً السامغان لغة في الصاد والغين العطش. ويا ليت شعري هل يتكوّن فيهما صمغ شهد حتى سميا بهذا وهل هما منطبقان أو منفتحان وهل يتلحَّز لهما الشاعر المسكين كما تلحّز من الحافزين الله اعلم.
ثم يقول أو أن لها حترة. يديم الصبّ إليها حَترة الحترة مجتمع الشدقين والحتر تحديد النظر. فهل من تلزّح معه.
أو أن لها ماضغين. يعوّذان من العين. الماضغان أصول اللحين عند منبت الأضراس أو غُنْية. تهنَّد الخليَّ سَنْبه. الغنبة على ما في القاموس واحدة الغُنَب وهي دارات أوساط أشداق الغلمان الملاح. لكني رأيت ربّة البرقع أولى بها فلا عكاس ولا مكاس على هذا الاختلاس. والتنهيد التصبي والتشويق والسنبة والدهر.
ولعل عارضها. يتيَّم معارضها. العارض صفحة الخد وجانب الوجه. أو أن لها علاطاً يشغف من ناظره نياطا. العلاط صفحة العنق والنياط الفؤاد.
أو بُلدة. تفتن أهل البلدة. البلدة نقاوة ما بين الحاجبين وثغرة النحر وما حولها أو وسطها. أو أن لها محاجز. تباع لها المحاجز. المحجر من العين ما دار بها والمحاجر الثانية ما حول القرية.
أو اسارير. يعنو لها من جلس على السرير. الأسارير محاسن الوجه والخدّان والوجنتان. أو أن طُْليتها تبري الطلياء. الطلية العنق أو أصلها والطلياء قرحة كالقوباء. ولديديها اللدود. اللديدان صفحتا العنق دون الأذنين واللدود وجع يأخذ في الفم والحلق. ولزيزيها اللز، اللزيز مجتمع اللحم فوق الزور واللز الطعم. ومفاهرها أعز إِلى ذي مغبة من الفهيرة. المفاهر لحم الصدر والفهيرة محض يلقي فيه الرضف فإذا غلا ذرَّ عليه الدقيق وسيط.
وأن سالفتيها تغنيان عن السلاف. السالفة ناحية مقدم العنق من لدن معلق القرط إلى قلت الترقوة.
ونحرها عن نحر النهار. نحر النهار والشهر اوله.
وترائبها عن الأتراب. الترائب عظام الصدر أو ما ولي الترقوتين منه والأتراب وأحدها ترب وهو اللِدة. ويصح أن تكون أيضاً بكسر الهمزة مصدر أترب الرجل أي كثر ماله فليسأل القائل عن أيهما أراد.
إلى غير ذلك من الاحتمالات التي لا بدّ منها لحصيف العقل المستحكم الرأي.
وإنما أطلت الكلام هنا لكوني ناقلاً له عمن تبصر الوجه المحجوب. ودهش عن الإصابة فسأل فمه سعابيب.