لا يحسب الغِرُّ البراقع للنسا ... منعاً لهن التمادي في الهوى
إن السفينة إنما تجري إذا ... وُضع الشراع لها على حكم الهوا
فأما رجالها فأن للترك سطوة على العرب وتجبراً. حتى أن العربي لا يحل له أن ينظر إلى وجه تركي كما لا يحل له أن ينظر إلى حرم غيره. وإذا أتفق في نوادر الدهر أن تركياً وعربياً تماشيا أخذ العربي بالسنة المفروضة. وهي أن تمشي عن يسار التركي محتشماً خاشعاً ناكساً متحاقراً متصاغراً متضائلاً قافاً متقصياً متقفصاً متثمصاً متحمصاً متحرفصاً مكتزاً متكاولاً متازحاً متقرعفاً مقرعفاً متقفعاً متكنبثاً مقعنصراً متقوصراً مستزمراً معرنفطاً مقرنفطاً متجعثباً متجعثناً مرزئماً مرمئزاً مقمئناً مكبئناً متحنبلاً متقاعساً مراعزاً مكردحاً متعصعصاً متزازئاً مقرنبعاً مدنقساً مطمرساً مطرمساً متكرفساً منقفشاً معقفشاً متحوياً معرنزحاً متخشلاً آزماً لازباً كاتعاً كانعاً متشاجباً مصعنباً مجربزاً متدخدخاً. فإذا عطس التركي قال له العربي رحمك الله. وإذا تنحنح قال حرسك الله. وإذا مخط قال وقاك الله. وإذا عثر عثر الآخر معه إجلالاً له وقال نعشك الله لا نعشنا. وقد سمعت أن الترك هنا عقدوا مجلس شورى استقر رأيهم فيه لدى المذاكرة على أن يتخذوا لهم مركباً وطيئاً من ظهور العرب فأنهم جربوا سروج الخيل وبراذع الجمال وراكفها وأقتاب الإبل وبواصرها وحصرها وسائر أنواع المحامل من: كِفْل مركب للرجال.
وشِجار مركب يتخذ للشيخ الكبير ومن منعته العّلة من الحركة.
وحدج مركب للنساء كالمحفّة.
وأجلح هودج ماله رأس مرتفع.
وحوف شيء كالهودج وليس به.
وقرّ مركب للرجال والهودج.
ومحِفّة مركب للنساء.
وفرفار مركب من مراكب النساء.
وحِمْل هودج.
وحِلال مركب النساء.
وكدن مركب لهن.
وقعْش مركب كالهودج.
ومحارة شبه الهودج.
وقعَدة مركب لهن.
وكتر الهودج الصغير.
ومثرة ج مواثر مراكب تتخذ من الحرير والديباج.
ورجازة مركب أصغر من الهودج.
وعريش كالهودج.
وعبيط مركب.
وحِزْق مركب شبيه بالباصر.
وبُلبُلة هودج للحرائر.
وحِقل هودج.
وتوأمة من مراكب النساء ج توأمات.
وفودج الهودج ومركب العروس.
ومن رحئل وعجلة وعرش وشرجع ومزفة ومنصة وسرير ونعش فوجدوها كلها لهم. ورأيت مرة تركياً يقود جوقة من العرب بخيط من الكاغد وهم كلهم يقودون له. أستغفر الله مرادي أن أقول ينقادون له ولم أدر ما سبب تكبير هؤلاء الترك هنا على العرب. مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عربياً والقرآن أنزل باللسان العربي والأئمة والخلفاء الراشدين والعلماء كانوا كلهم عرباً غير إني أظن أن أكثر الترك يجهل ذلك فيحسبون أن النبي صلى الله عليه كان يقول شويله بويله أو بقالم قبالم أو
غطالق قاب خي دلها ... طغالق باق يخ بلها
صفالق باه خشت وكرد ... فصالق هاب دركلها
دخا زاوشت قلدي نك ... خدا شاوزت قردلها
اشكارهم كبي والله ... قلاقلها بلابلها
لا والله. ما هذا كان لسان النبي ولا لسان الصحابة والتابعين والأئمة الراشدين رضي الله عنهم أجمعين إلى يوم الدين آمين وبعده آمين.
فأما ماؤها فما أحسن رأسه وأنجعه. إلا أنه قذر الذنب تنجسه حيوانات الأرض بأجمعها. وطيور السماء بجملتها. حتى أن سمك البحر إذا أصابته هيضة طفر إلى رأس هذا الذنب فألقى فيه ما أثقله. فأما أكلها فالفول والعدس والحمص والزن والدوسر والقريناء والخرفي والجلبان والباقلي والحنبل والدجر والخلر والبلس والبيقة والترمس والخرم والشبرم واللوبياء وكل ما يحبنطي به البطن. وذلك أن أهلها لا يرون في الخمائص حسناً. حتى أن النساء فيما بلغني يتخذون معجوناً من الجعل ويأكلنه في كل غداة لكي يسمن ويكون لهن عكن مطويات.