ثم مضت مدة على الفارياقية وهي تقاسي من الخفقان ألما مبرّحاً. فكان يلازمها أياماً متوالية ثم يخف عنها. وفي خلال ذلك أدبت مرة أخرى عند أخت "ألدّ"، فسارت معزوجها وهما متعجبان من هذا التكرم الذي لم يجدا له في باريس نظيراً. ثم أشتد بالفارياقية المرض ولزمت الفراش فأحضر لها طبيبين من النمساوية فعالجها مدة حتى أفاقت قليلاً. وكانت أخت ألدّ قد تزوجت برجل اسمه Ledos فلما جاء أخوها ذات يوم إلى الفارياق على عادته وجد الفارياقية تءن وتشكو من بلوغ الألم منها. فقال لزوجها لو استوصفت صهري دواء لزوجتك فأنه خبير بخصائص النبات وقد أبرأ كثيرين من هذا الداء. فسار إليه الفارياقية وسأله أن يأتي معه ليرى زوجته. فقال له أني غير مرخص لي من الديوان في مداواة المرضى ولكني لا آبي أن آتى معك رجاء أن يحصل شفا امرأتك على يدي. ثم أتى ووصف للفارياقية أن تشرب ماء بعض أعشاب تغلى وبعث لها من ذلك بستة قراطيس. فلما فرغت وطلب الفارياق غيرها جاءت أخت ألدّ أعني زوجة المتطبب تقول. أن زوجي يتقاضاكم خمسين أفرنكاً ثمن القراطيس. فلما سمعت الفارياقية ذلك تراجع إليها نشاطها وبادرتها أجمع وقالت لها. أما تستحبين أن تطلبي هذا المبلغ على ستة قراطيس من العشب وزوجك ليس بطبيب. فقال لها زوجها ولكن اذكري أن المرأة أدبتنا إلى شرب القهوة والشاي مرتين وقد تخللناهما بأشياء من الحلواء والكعك فلا ينبغي مقابحتها. ثم جدال طويل ونزاع وبيل رضيت أخت ألدّ بأن تأخذ نصف المبلغ المذكور فأقبضها إياه الفارياق فولت وهي مدمدمة وأنقطع أخوها عن الزيارة. ومن هؤلاء المتطببين من إذا رأى غريباً بش في وجهه واحتفى به ودعاه إلى منزله وواصل زيارته إلى أن يراه يشكو من سعال أو غيره فيصف له دواء. ثم يتقاضاه غرامة رابية على كل زيارة جرت بينهما من أول تعارفهما. ويأتي بجيرة المحل شهوداً على الرجل في إنه كثير التردد على منزله وأدعى أن مرضه كان مزمناً. وحامل لواء هذه الزمرة اللئيمة هو دَلْكس عز وجلalex المتطبب المقيم في لندرة في رضي الله عنهeners Street No 61 Oxford Street ثم رجع الطبيب النمساوي إلى مداواة الفارياقية فلما نفهت شار عليها بالسفر من باريس فأستقر الرأي على تسفيرها إلى مرسيلية. فقالت لزوجها قد طاب الآن لي السير من أرض ما فيها خير. هؤلاء معارقك الذين أتيتهم بكتب توصية من لندن والذين تعرقت بهم بعد ذلك هنا بوسيلة علمك لم يدعك أحد منهم إلى باريس على كرسي في بيته. وهذا لامرتين الذي أبلغته كتاب توصية من الشيخ مرعي الدحداح في مرسيلية كتبت إليه تسأله عن أمر فلم يجبك. مع أنك لو كتبت إلى الصدر الأعظم في دولة الإنكليز لأجابك لا محالة سواء بالسلب أو الإيجاب. وهذا المتطبب صهر ألدَّ غرّمنا على ستة قراطيس خمسة وعشرين أفرنكاً مع إن هذا الطبيب النمساوي وصاحبه قد عالجني مدة وعنيا بي ولم يتقاضياك شيئاً. وكذلك تفعل أطباء لندن جزاهم الله خيراً. أفكل الناس يكرمون الغريب ويرفقون به إلا أهل باريس. لقد كنت أسمع أنه يوجد في الدنيا جيل ملاذون وملاّثون ملاّقون ولاّذون ولثّيون محّاحون مرامقون ّملقيون مماذقون غملجيون مبذلخون مطرطرون مطرمذون خيتعوريون مبهلقون مرامقون مذّاعون طرفون خيدعيون قشعون مقطاعيون اعفكيون مجذاميون جذامريون كموصيون هملعيون منبجيون تلماظيون بذلاخيون وما كنت أدري أي جيل هم.