والحاصل أن الفرق بين عنوان جمال الفرنساويات وجمال الإنكليزيات هو إن الأول من قبيل التداوي من الشيء بضده. والثاني من قبيل التداوي منه بجنسه. وذلك أن العنوان الأول هو ناطق عن الونى والفتور والترهل والتربخ والاسترسال والاسترخاء والاسترخاخ والاسترخاف والرشرشة والنشنشة والانحرار والثملطة والثلمطة والختت والهنبتة واللوثة والهلاث والابثئجاج والطرشحة والامرخداد والترترة والتختر والفيشوشة والتعة والخراعة واللخع والطريقة والرهوكة والثرطلة والغدن والانثطاء المستدعية لنقائضها من الاشتداد والتصلب والاتمئرار والتأتب والتقسح والتقسب والتوتر والتعلب والتعرد والتعلد والانزاز والتأدد والعص والاستعزاز والتأيد والكأن والاتكاع والتكلد. وجمال أولئك عنوان على هذه الصفات المستدعية لنظائرها وكلاهما في المرأة حسن. ومن ذلك أنهن يرين التقليد في الحب والزي معرة فكل واحدة منهن تجتهد في فنها حتى تصير قدوة لغيرها. أما في الزي فمنهن من تقبب صدرها بقدر ما تقبب نساء الإنكليز بتائلهن. ومنهن من تتخذ لها قبَّتين من قبل ومن دبر. حتى تكون إذا مشت عائقة أساتها ومواجهها. وكشف الساق لإبراز الحماة ونظافة الجوارب مطرد لهنّ. فأما في الحبَّ فمنهن من تريد على صفات المدقم الصفة التي ذكرها أبو نواس في الهمزية. ومنهن من يؤثر التجضّم الكمري أو الامتلاج القنبي. وأكثر الناس حرصاً على هذا الشيوخ المحنكون. فإمصاصهم وتبظيرهم ليس من السب في شيء. ومنهن من تجمع بين اللذتين الخرنوفية والفنقورية ولها سعران. ومنهن من تزيد على ذلك ما أراد الشيخ جمال الدين ابن نباتة من شوص الفرخ وله ثلاثة أسعار. ومنهن من تزيد عليه الشوص بالأخمصين وله أربعة. ومنهن من تمكن من قفط النودلين وثغر ما بينهما مجرداً. ومنهن من تضيفه إلى اللذتين المذكورتين مع شوص الفرخ بأنامل وأخامص وهو أغلى ما يكون. ومنهن من تتفاحل وتتقمد على أخرى مثلها. وهذا النوع عزيز لا يراه إلا الموسرون. ومنهن من تتعاطى الحرفة التترسية وهو قرع الترس بالترس.

ومن أغرب ما يكون أن بعض شيوخ الفرنساوية الذين يشب فكرهم وتخيلهم لهرم أجسامهم ووهن حركتهم يؤثرون على جميع الأنواع المذكورة التلمُّط بالعذرة وذلك بأن يتضجع أحدهم وهو عريان ويأمر من تستوي فوقه وتملأ فمه. ومنهم من يستغني عنه بشرب الزغرب من مشخبه زُغلة زُغله أو بمص القنب. وقد يجتمع رجال بواحدة فيقيمونها بين أيديهم عريانة ويقعد لدى قبلها ودبرها اثنان. ويأخذ آخر في صب الشراب من فوق صدرها وظهرها. فيبادر إليه الرجلان فأغرين أفواهمها ويشربانه عند مروره على السميَّن والنساء المثريات المغتلمات يستعملن رجالاً يقودون إليهن كل من رأوه أبتع من الرجال ولا سيما من أهل الريف. فيدخلون عليهن في بعض الديار وهن متبرقعات كيلا يُعرَفن ثم يأجرنهم على ذلك. وفي الجملة فإن كل ما يخطر ببال النحرير من أمور الفسق يراه الإنسان في باريس بعينه بالعَيْن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015