"تنبيه دروب الحديد في بلاد الإنكليز مثل خطوط الكف يسير فيها المسافر إلى أي موضع شاء طولاً وعرضاً شرقاً وغرباً"

ترجمة ونصيحة

ثم لبثا في تلك القرية وشرعت الفارياقية في تعلم لسان القوم. فقال لها زوجها ذات يوم أني أريد أن أنصح لك في أمر يختص بتعلم هذه اللغة الجليلة. قالت هات ما عندك فهي لعمري أول نصيحة خرجت من فمك إلى مسمعي. قال ومن قلبي أيضاً. قالت قل. قال من شأن المبتدئين بعلم اللغات الأجنبية أن يتعلموا بادئ بدءٍ ما يؤول إلى جسم الإنسان من العروق والعضلات والربلات إلى آخره. قالت قد لحنت ما تعنيه فما هذه بنصيحة. قال فقلت سبحان الله خُلق الإنسان من عجل. إنما أريد أن أقول لك أن من شاء أن يتعلم هذه اللغة ينبغي له أولاً أن يبتدئ بأسماء من في السماوات لا بمن على الأرض. فإن القوم يتظاهرون بالتقوى والصلاح. حتى إن البغيّ منهم تجأر وهي مستلقية بالدعاء مرة وبالرَفَث أخرى. قالت وقد قلقت أو هنا بغايا؟ قلت لا فإن أهل القرى الصغيرة في هذه البلاد يتزوجون كسائر الناس ولا يمكنهم السفاح. ولكن المراد أن أقول أنهم جميعاً يبدون التورّع. فلا ينبغي الآن والحالة هذه أن تسألني الربلات. وستعرفين ذلك كله بعد قليل. بل لا ريب عندي في إنك تعرفينه دون معرّف محفّظ وذلك بطريق الافتخار أو الإلهام. فأن لقنَك وحدّة ذهنك وقوة قريحتك يسهّل عليك كل أمر عسير. قالت لعمري لو كان مثل هذا الكلام نصيحة لكانت الحكمة أرخص ما يكون. أناشدك الله كم بلغت من السنين. قلت ما هذا الاستفهام عقب هذا الكلام. قالت أي فصل هذا الذي نحن فيه. قلت فصل الخريف. قالت فالذنب إذاً على الفصل. قلت أتزعمينني قد خرقت. قالت وإلا هذا القول الذي زحرت به وتحسبه نصيحة. قلت افعلي ما بدأ لك فلقد وعظت من لم يتّعظ وزجرت من لم ينزجر.

ثم لما مضت أيام جاءت ذات غداة تقول للفارياق. ألا ما أحسن هذه اللغة موقعاً في السمع والخاطر وما أخفها على اللسان. فلقد حفظت اليوم منها بيني شعر من دون تكلف غير إني لم أفهم معناهما. فهل لك أن توقفني عليه. قال أهلاً بك إليه أن شئت الآن فأبرقي حتى أمطر. قالت أي لُقَعة أنت ما عنيت إلا المعنى قال فقلت وما المعنى إلا ما عنيت فإني أعلم عين اليقين إنك لم تضمري غيره أنشديني ما حفظت فقالت: Up up up thou art wanted She is weary and tormented عز وجلo her justice she is hunted رضي الله عنهy her husband she has fainted.

أب أب أب ظاو آرت وانتد ... شي إز ويري أنْد طرمانتِد

دُهَرْ جسْتس شي إز هنتِد ... بي هر هَزْ بَنْد شي هَز فانتِد

فقلت أن الشاعر هنا يشكو من شطط امرأة عليه. ولكن لست أدري أية امرأة هي فيقول ما معناه

تبغي لكاعي سدّ سمّيها معا ... إذ يفتح الثاني لسدّ الأول

كالإذن أن أحكّت تهيج أختها ... وتظل هائجة إذا لم تفعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015