نعم وتعريتها وتمذيتها وتمريتها وتنديتها وتنفيتها وتسميتها وتنجيتها. قالت نعم كل هذا وأكثر حالة كونها أسيرة بيته طول النهار قائمة بخدمته متعهدة لأموره. وهو يطوف في البلد من مكان إلى مكان وينتقل من سوق إلى سوق. حتى إذا جاء منزله انطرح كالمغشي عليه وقال أن الشغل جهده والجهد شغله وإنه عرض له كذا وجرى عليه كذا. مع أنه هو الذي تعرض لذلك الكذا وجرى على ذلك الكذا. مع أنه هو الذي تعرض لذلك الكذا وجرى على ذلك الكذا. ومنها رقة فؤاد المرأة والشفقة التي فطرها عليها الباري تعالى. فلا يمكن لها أن تقابل رجلا عن مودته لها إلا بالوداد أو عن تملقه إليها إِلاَّ بالميل إليه والإقبال عليه. وناهيك ما في الرحم والرحمة من الاشتقاق والمجانسة. قلت وأعجب من احتجاجك بهذا الاشتقاق التناسب بين معاني الكَيس. قال في القاموس الكَيْس خلاف الحمق والجماع والطبّ والجود والعقل والغلبة بالكياسة. وبين السّر والسرور والبسط والشرح والبُضع والشعور والمشاعرة واللمج والقمط. وخصوصا بين أبي ادْراس وأبي إدريس دامت الفتهما في اللفظ والمعنى. فقهقهت وقالت شرف الله لغتنا الجامعة بين كل متناسبين ومتجانسين. قلت ولكن قد يلازم ذلك أحيانا ما يسوء أو ما لا يليق. نحو أرّ فإنه بمعنى جامع ورمى بالسلح. وجنّح رمى ببوله ومسح جاريته. ومعط جامع ونتف الشعر وحبق. وجلخ جامع وبطنه سحجه وفلانا بالسيف بضع من لحمه. بضعة. ومتخ جامع وبسلحه رمى. وملخ جامع وجذب الشيء قبضا أو عضا وتردد في الباطل. وملق جامع وضرب بالعصا وجظ جامع وطرد وصرع وبالغصة كظّة. وحج جامع وبسلحه رمى. ولخب جامع وفلانا لطمه. ومتر جامع وبسلحه رمى. وجلد جامع وفلانا ضربه بالسوط وأصاب جلده. وعصد جامع ولوى وفلانا أكرهه على الأمر. وضفن جامع وبغائطه رمى. ومحن جامع وضرب. ومشن جامع وخدش. وأسْوى احدث وخزى وفي المرأة أوعب. وكذا حشأ وحطأ وحلأ وخجأ ورطأ وزكأ ولتأ وغير ذلك مما لا يحصى. قالت كل صعب في جنب ذلك يهون. ولا بدّ لجاني العسل من أن تأبره النحل. ثم إني فهمت من فحوى كلامك أن هذه الأفعال في لغتنا الشريفة أكثر من أن تعدّ. وإن أكثر المعاني قد وضع له فيها ألفاظاً كثيرة تسميها العلماء إردافية على ما ذكرت ليسابقاً. قلت لم اقل لك هذا وإنما قلت مترادفة. وإن هذا الفعل بخصوصه له أكثر من مائتي لفظة. فكل لفظ دل على دفع أو نهز أو ضغط أو إدخال دل عليه أيضاً. قالت فهل تستطيع أن تذكر لي حرفاً يدل بالخصوص على الامتناع عن النساء عفَّةً وتقوى. قلت لم يمرّ بي حرف بهذا المعنى وإلا لحفظته فإني مُولَعُ بحب الحروف النسائية. والظاهر أن العرب لم تكن تعرف ذلك. غير إن تَبتّلَ وبَكُمَ يدلان عليه في أحد معانيهما. قالت في أحد لا يغني شيئاً. ثم استمرت تقول ومنها وهو مستفيض عند اكثر النساء إن المرأة إذا أحسّت بإعراض زوجها عنها أو بفدوره أو بالجفوة لها مع تحببها إليه وإقبالها عليه وحالة كونها له عطيفاً هلوباً بعيجاً عروباً متبعّلة رعبليباً آنسة باهشة متبشبشة متهشهشة ذات رشرشة ومشمشة ونشنشة ووشوشة مدربخة وازكة منصعة واكعة مصوصا حارقة إن لم أقل علوقا وغير عازمة مالت إلى غيره لتغيره وترده إلى قديم محبتها. فإن من الرجال الحمقى من لا يعرف قدر امرأته إلا إذا رأى الناس يحبونها. فتكون محبتها لغيره علاجاً لمحبته هو. وهذا يسمى عندنا دغدغة وزغزغة وسغسغة. فأما عيوب الرجل فهي لعمري اكثر من عيوب المرأة ولو لم يكن به غير الزمالقية لكفى. وهل والحالة هذه يجب حل عقدهما أو يجوز أو يمتنع أقوال. فالنصارى على منعه مع إنهم يقولون إن المقصود من الزواج بالذات الإنتاج وحفظ النسل. والطبائعيون والفلاسفة على وجوبه أخذاً بهذا القول عينه ومراعاة لأداء حق المرأة الواجب على الرجل وهو أمر طبيعيّ لا بد منه ولا محيص عنه. وبقي الجواز في عهده غريمي الزواج. إن شاء بقيا على ما هما عليه وإلا افترقا وهو الأصلح. ولعمري إن المرأة التي ترتضي بأن تقيم مع زوجها من دون قضاء حقها لجديرة بأن يعيّد لها عيد في رأس كل سنة. أليس أن أستاذك صاحب القاموس الذين تستشهد بكلامه في كل مشكل نسواني قد قال الرجل م والكثير الجماع. فإذا كان الزوج غير رجل فأنَّى يحل له أن يجوز عنده امرأة لا يؤدي لها حقها. أيحل لرجل أن يقني دابة إذا لم يقدر على علفها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015