17 - وَكَانَ بعض أكَابِر الْعلمَاء يَقُول: أول عقدَة تحل من الزندقة، اعْتِقَاد كَون الْخضر نَبيا، لِأَن الزَّنَادِقَة يتذرعون بِكَوْنِهِ غير نَبِي، إِلَى أَن الْوَلِيّ أفضل من النَّبِي؛ كَمَا قَالَ قَائِلهمْ:
(مقَام النُّبُوَّة فِي برزخ ... فويق الرَّسُول وَدون الْوَلِيّ)
18 - قَالَ أَبُو جَعْفَر بن جرير فِي تَارِيخه: " كَانَ الخضرممن كَانَ فِي أَيَّام افريدون الْملك [بن أثفيان] ، فِي قَول عَامَّة أهل الْكتاب الأول [وَقيل: مُوسَى بن عمرَان -]
وَقيل: إِنَّه كَانَ على مُقَدّمَة ذِي القرنين الْأَكْبَر، الَّذِي كَانَ أَيَّام إِبْرَاهِيم خَلِيل [الرَّحْمَن]-، [وَهُوَ الَّذِي قضى لَهُ بِئْر السَّبع - وَهِي بِئْر كَانَ إِبْرَاهِيم احتفرها لماشيته فِي صحراء الْأُرْدُن - وَإِن قوما من أهل الْأُرْدُن ادعوا الأَرْض الَّتِي احتفر بهَا إِبْرَاهِيم بئره، فحاكمهم إِبْرَاهِيم إِلَى ذِي القرنين، الَّذِي ذكر أَن الْخضر كَانَ على مقدمته، أَيَّام سيره فِي الْبِلَاد] وَأَنه بلغ مَعَ ذِي القرنين - الَّذِي ذكر أَن الْخضر كَانَ ملتزمه - نهر الْحَيَاة، فَشرب من مَائه - وَهُوَ لَا يعلم، وَلَا يعلم بِهِ ذُو القرنين، وَمن مَعَه - فخلد، فَهُوَ حَيّ عِنْدهم إِلَى الْآن ".
19 - قَالَ ابْن جرير: " وَذكر ابْن إِسْحَاق أَن الله تَعَالَى اسْتخْلف على بني اسرائيل رجلا مِنْهُم [يُقَال لَهُ: ناشية بن أموص] وَبعث الْخضر مَعَه نَبيا ".