20 - وَقَالَ ابْن جرير: " بَين هَذَا الْوَقْت وَبَين أفريدون أَزِيد من ألف عَام ".
وَقَالَ: " وَقَول من قَالَ: إِنَّه كَانَ فِي أَيَّام أفريدون أشبه [بِالْحَقِّ] ، إِلَّا أَن يحمل على أَنه لم يبْعَث نَبيا إِلَّا فِي زمن ذَلِك الْملك ".
21 - قلت: بل يحْتَمل أَن يكون قَوْله: " وَبعث الْخضر مَعَه نَبيا " أَي أيده ; لَا أَن ذَلِك الْوَقْت كَانَ وَقت إنْشَاء نبوته، فَلَا يمْتَنع أَن يكون نَبيا قبل ذَلِك.
وَإِنَّمَا قلت ذَلِك، لِأَن غَالب أخباره مَعَ مُوسَى، هِيَ الدَّالَّة على تَصْحِيح قَول من قَالَ: إِنَّه كَانَ نَبيا.
22 - ثمَّ اخْتلف من قَالَ: إِنَّه كَانَ نَبيا، هَل كَانَ مُرْسلا؟ فجَاء عَن ابْن عَبَّاس ووهب بن مُنَبّه، أَنه كَانَ نَبيا غير مُرْسل.
وَجَاء عَن إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد، وَمُحَمّد بن إِسْحَاق، وَبَعض أهل الْكتاب: أَنه ارسل إِلَى قومه، فاستجابوا لَهُ.
وَنصر هَذَا القَوْل أَبُو الْحسن الرماني، ثمَّ ابْن الْجَوْزِيّ.
وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ هُوَ نَبِي على جَمِيع الْأَقْوَال، معمر مَحْجُوب عَن الْأَبْصَار.
وَقَالَ أَبُو حَيَّان فِي تَفْسِيره: وَالْجُمْهُور على أَنه نَبِي. وَكَانَ علمه معرفَة بواطن أوحيت إِلَيْهِ، وَعلم مُوسَى الحكم بِالظَّاهِرِ.