وقال النبي: (المُتشّبِّعُ بما لا يملكُ كلابسٍ ثَوْبَيْ زُورٍ) (?) . أراد: كفاعل فعل قبيح. والمتشبع بما لا يملك هو الذي ينتفج (?) بما ليس عنده، ليغيظ جليسه، ويُصغّر نعم الله عنده.
ويقال: كلابس ثوبي زور، معناه: كمن يلبس لُبْس النُسّاك، ويتزيا بزيِّهم، وينطوي على خلافهم، ويفعل أفعال الفساق. فجعل لابس ثوبي زور، لخلاف سريرته علانيته (?) .
قال أبو بكر: قال بعض أهل اللغة: إنّما سُميت الريح ريحاً، لأنَّ الغالب عليها في هبوبها المجيء بالرَّوح والراحة، وانقطاع هبوبها يكسب الكَرْبَ والغَم والأذى. فهي مأخوذة من " الرَّوْحِ ".
وأصلها: رِوْحٌ، فصارت الواو ياء، لسكونها وانكسار ما قبلها (?) ، كما فعلوا مثل ذلك في " الميزان " و " الميعاد " و " العيد ".
والدليل على أن أصل " ريح ": رِوْح، قولهم في الجمع: أرواح، ولو كانت الياء صحيحة في " الريح " لقيل في الجمع: أرياح، و " أرياح " خطأ لا تتكلم العرب به (?) . قال زهير (?) : (398)
(قف بالديارِ التي لم يَعْفُها القِدَمُ ... بلى وَغِيَّرها الأرواحُ والدِيَمُ)
(256) بلا عزو في اللسان (طلس) .