(ثم أَضحوا لَعِبَ الدهرُ بهم ... وكذاكَ الدهرُ يودي بالرجالِ)

فجعل إهلاك الدهر وإفساده لعباً. وقال الآخر (?) يصف السيف:

(وأبيضَ مَوْشِيِّ القميصِ عَصبَتْهُ ... على ظهرِ مِقْلاتٍ سَفِهٍ جديلُها)

فشبه اضطراب الجديل وتحركه بالسَّفَه. وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي لابن مَحْكان (?) يصف قِدراً نَصَبَها للأضياف:

(لها أزيرٌ يزيلُ اللحمَ أَرمَلَهُ ... عن العظامِ إذا ما استحمشَتْ غضبا)

فشبه التهابها بالغضب. قال أبو بكر: هذا كله معروف في المجاز والاختصار.

771 - وقولهم: القوم ظلمة حاشا فلاناً

(?)

قال أبو بكر: معنى " حاشا " في كلام العرب: اعزِلُ فلاناً من وصف القوم (300) بالحشا، / وأعزِلُهُ بناحية، فلا أدخِله في جملتهم. ومعنى " الحشا " في كلامهم (?) : 219 / أالناحية والجانب. قال الشاعر (?) :

(يقول الذي أمسى إلى الحِرِز أهلُه ... بأَيِّ الحشا أمسى الخليطُ المباينُ)

وقال النابغة (?) :

(وما أرى فاعلاً في الناس يشبهه ... ولا أحاشي من الأقوامِ من أَحَدِ)

ويقال: حاشا لفلانٍ، وحاشا فلاناً، وحاشا فلانٍ، وحشا فلانٍ. قال عمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015