(ما بالُ سهمي يُوقِدُ الحُباحِبا ... )

(قد كنتُ أرجو أنْ يكونَ صائِبا ... )

(وأمكنَ العَيْرُ وأبدى جانِبا ... )

(فصارَ رأيي فيه رَأْياً خائِبا ... )

ثم مرَّ به قطيع آخر، فرمى عَيْراً منه بسهم، فأصابه، وصنع مثل صنيعه الأول، فأنشأ يقول:

(/ أبعد خَمْسٍ قد حفظتُ عدَّها ... ) 189 / ب

(أحملُ قوسي وأريد رَدَّها ... )

(أخزى الإِلهُ لِينَها وشدَّها ... )

(واللهِ لا تسلُم مني بعدَها ... )

(ولا أُرَجَّي ما حَييتُ رِفْدَها ... )

ثم أخذ القوسَ، فضرب بها حجراً، فكسرها، ثم بات. فلمّا أصبح، نظر فإذا الحُمرُ مُطَرَّحة حوله مُصرَعَّة (293) ، وأسهمه بالدماء مُضَرَّجَة، فأسف، وندم على كسره القوس، وقطع إبهامه، وأنشأ يقول:

(نَدِمْتُ ندامةً لو أنّ نفسي ... تُطاوعني إذاً لقطعتُ خَمْسي)

(تبيَّنَ لي سَفَاهُ الرأيِ مني ... لَعَمْرُ أبيك حينَ كسرتُ قوسي)

وضربت العرب بندامة الكسعي المثل. فأخبرنا أبو محمد عبد الله بن خلف ابن خليفة البصري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو عبيدة قال: حدثني أبو (198) شفقل (294) راوية الفرزدق قال: أنشدني الفرزدق (295) لما بانت منه النوار امرأته:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015