قيل له: إرسال الله إياه إلى الرجال والنساء، إلا أنه اكتفى بذكر الرجال من ذكر النساء، لأن الغالب على النساء اتباع الأزواج. فكان ذكرهم يكفي من ذكرهن.
وقال أبو عبيدة (?) : الملأ، بالقصر والهمز: الرؤساء والأشراف. واحتج بقوله تبارك وتعالى: {أَلَمْ ترَ إلى الملأ من بني إسرائيل} (?) ، وبالحديث الذي يروى عن النبي: (أنه سمع رجلاً من الأنصار بعد وقعة بدر يقول: إنما قتلنا عجائزَ صُلْعاً. فقال له النبي: أولئك الملأ من قريش، لو احتَضَرْتَ فَعالَهم احتقرتَ فعالَك مع فعالهم) (?) .
وقال كعب بن مالك (?) :
(فدونَكَ واعلمْ أنّ نقض عهودِنا ... أباه الملا منا الذين تبايعوا)
(أباه البراءُ وابنُ عمروٍ كلاهما ... وأسعدُ يأباه عليكَ ورافعُ)
فإنما أوقع " الملأ " على " سادة " وترك همز " الملا " لضرورة الشعر، وحقه الهمز. (171)
والملا (?) ، الذي لا يهمز: المتسع من الأرض، كقول الشاعر:
(ألا غنَّياني وارفعا الصوتَ بالملا ... فإنّ الملا عندي يزيدُ المدى بُعدا) (?)
قال أبو بكر: معناه: قد دعوت له، فقلت: يرحمك الله. وفيه لغتان
معناهما كلتيهما الدعاء: شمّت العاطس، وسمّته، بالشين والسين، والشين أعلى وأفصح.