(116)
قال أبو بكر: معناه قد طلبته وأردته. قال أبو النجم (117) يصف البَقَرَ وطَلَبَها الكُنُس من الحرِّ:
(إذ رازتِ الكُنْسَ إلى قعورِها ... )
(واتَّقَتِ اللافِحَ من حَرورِها ... )
يعني طلبت الظِّلَّ في قعور الكنس. والحَرور: ريح حارة تهبُّ بالليل، والسموم تهبُّ بالنهار. ويقال: السّموم تهب بالليل والنهار، قال الله تعالى {ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ} (118) . وقال تعالى: {ووقانا عذابَ السَّموم} (119) . وقال الشاعر:
(من سمومٍ كأنَّها نَفْحُ نارٍ ... سَفَعَتْها ظهيرةٌ غَرّاءُ) (130) (22)
(121) 142 / ب
[قال أبو بكر] : معناه: قد انتظرته، وتأخرت في أمره، ولم أعجل. يقال: آنَيْتُ عشائي: إذا أخَّرْتُهُ. قال الشاعر (122) :
(وآنيتُ العَشاءَ إلى سُهَيلٍ ... أو الشِّعرى فطالَ بي الأناءُ)
ويقال (123) : إنَّ خيرَ فلانٍ لبطىءٌ أَنيٌّ. قال ابن مقبل (124) :
(ثم احتملْنَ أنِيّاً بعدَ تَضْحِيَةٍ ... مثلَ المخاريفِ من جَيْلانَ أو هَجَرِ)