وقال الآخر:
(لا يُوحِشَنَّكَ من كريمٍ نَفْرَةٌ ... ينبو الفتى وهو الجوادُ الخِضْرِمُ)
(فإذا نبا فارفقْ به وتأنَّه ... حتى يعودَ له الطباعُ الأَكْرَمُ) (125)
(126)
قال أبو بكر: معناه: يتقدمهم. أُخِذَ من " الأَمام ". يقال: فلان أمامَ القوم: إذا تقدَّمهم. وكذلك قولهم (127) : فلان إمام القوم، معناه: المتقدم لهم.
والإِمام ينقسم على أقسام (128) :
يكون الإِمام: المتقدمِ.
ويكون الإِمام: رئيساً؛ كقولهم: إمام المسلمين.
ويكون: الكتاب؛ كقوله تعالى: {يومَ ندعو كُلَّ أُناسٍ بإمامهِمْ} (129) . (23) ويكون الإِمامُ: الطريقَ الواضحَ الذي يؤتمُّ به؛ كقوله تعالى: {وإنهما لبإمامٍ مُبينٍ} (130) ، قال أبو العباس: معناه: وإن إبراهيم ولوطاً عليهما السلام لبطريقٍ واضحٍ (131) . ويكون الإِمام: المثال. قال الشاعر (132) :
(أبوه قَبْلَه وأبو أبيه ... بَنَوْا مجدَ الحياةِ على إمامِ)
معناه: على مثال: وقال [لبيد] (133) :
(من مَعْشَرٍ سَنتْ لهم آباؤهم ... ولكلِّ قومٍ سُنَّةٌ وإمامهُا)