(?) (191 / أ)
/ قال أبو بكر: قال الفراء (?) : إنما سُمي مِسناً لأن الحديد يُسَنُّ عليه، أي: يُحَكُّ عليه. قال: ويقال للذي يسيل عند الحكِّ: سَنِين. قال: ولا يكون ذلك السائل إلا مُنْتِناً. قال الله عز وجل: {ولقد خلقنا الإنسانَ من صَلْصالٍ من حَمَإٍ مَسْنونٍ} (?) ، فيقال المسنون: المحكوك. وقال ابن عباس (?) : هو الرطب. ويقال (?) : المسنون: المنتن. وقال أبو عبيدة (?) : المسنون: المصبوب. يقال: سننت الماء على وجهي: إذا صببته على وجهي. (599) ويقال: شننته (?) على وجهي: إذا صببته أيضاً عليه، بالسين والشين جميعاً. ويروى عن الحسن (?) أنه كان إذا توضأ، سنَّ [الماء] على وجهه سنّاً، أي: صبَّه صبّاً.
وحكى اللّحياني فرقاً بين سننت وشننت، فقال: سننت: صببت، وشننت: فرّقت، يقال: شننت عليهم الغارات: إذا فرقتها عليهم. قال مالك الأشتر (?) ، أنشده أبو العباس (?) :
(بَقَّيْتُ وَفْري وانحرفتُ عن العِدى (?)
ولِقيتُ أضيافي بوَجْهِ عبوسِ)
(إنْ لم أَشُنَّ على ابنِ هند غارةً ... لم تُخطِ يوماً من نِهاب نفوسِ) (108)
(خَيْلاً كأمثال السَّعالي ضُمَّراً ... تعدو بفتيانِ الكريهةِ شُوسِ)
(حَمِيَ الحديدُ عليهم فكأَنَّهُ ... لَهَبانُ نارٍ أو شُعاعُ شُموس)