أعفوه عفواً، وأَعفيته أُعفيه إعفاء: إذا كثَّرته.
جاء في الحديث: (أمر النبي أنْ تُحفى الشوارب، وأنْ تُعفى اللِّحى) (?) . معناه: وأن تُكَثَّر وتُوفَّر.
ويقال: قد عفا القوم يعفون عفواً: إذا كثروا. قال الله عز وجل: {حتى عَفَوا} (?) ، قالوا: معناه: حتى كثروا. وقال الشاعر (?) :
(ولكِنَّا نُعِضُّ السيفَ منها ... بأَسْوُقِ عافياتِ اللحمِ كُومِ)
ويقال: قد عفا الرجلُ الرجلَ (?) [فهو عاف] : إذا طلب منه حاجة.
من ذلك الحديث الذي يُروى: (مَنْ أحيا أرضا مَيْتَةً فهي له، وما أكلت العافية منها فهو له صدقةٌ) (?) .
فالعافية: كل طالب رزقاً، من إنسان أو طائر أو دابة. ويقال / في جمع العافية: العُفاة. قال الأعشى (?) :
(يطوفُ العُفاةُ بأبوابِهِ ... كطَوْفِ النصارى ببَيْتِ الوَثَن)
ويروى: يطيف.
(?) (537)
قال أبو بكر: الأصل في تجانب: تباعد. من ذلك قولهم: قد تجنبتُ فلاناً: إذا تباعدت منه. ومن ذلك قولهم: جارٌ جُنُبٌ: للبعيد. قال الله عز وجل: {والجارِ الجُنُبِ} (?) فمعناه: والجار البعيد. وقال الشاعر (?) :