(ما ضَرَّها لو غدا بحاجتِنا ... غادٍ كريمٌ أو زائرٌ جُنُبُ)
معناه: أو زائر بعيد.
فإذا قيل: قد تجانب الاثنان، فمعناه: قد تباعدا في الأخذ، فلا يأخذ هذا من هذا شيئاً، ولا [يأخذ] هذا من هذا شيئاً.
ومن ذلك قولهم: ما يزورنا فلان إلا عن جنابة، معناه: إلا عن بُعدٍ. قال الأعشى (?) :
(أتيتُ حُرَيْثاً زائراً عن جنابةٍ ... فكانَ حريثٌ عن عطائي جامِدا)
وقال علقمة بن عبدة (?) :
(فلا تَحْرِمَنِّي نائلاً عن جنابةٍ ... فإني امرؤٌ وَسْطَ القبابِ غَريبُ)
وقال خلف بن خليفة (?) :
(ينالُ نداكَ المعتفي عن جنابةٍ ... وللجار حظٌّ من جَداك سَمينُ) (538)
وقال الله عز وجل: {فبصُرَتْ به عن جُنُبٍ} (?) معناه: عن بُعْدٍ، كذا قال أبو عبيدة (?) :
وقال الفراء (?) : معناه عن جانب من البحر. ويدل على هذا قراءة النعمان بن سالم (?) : {فبصرت به عن جانب} . وقرأ قتادة (?) : {فبصرت به عن (167 / أ} جَنْبٍ) ، / بفتح الجيم وتسكين النون.