الله خولا، ودين الله دغلا, ثم يريح الله العباد منهم" فقال عثمان لمن بحضرته من المسلمين: أسمعتم هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم? قالوا: لا، فدعا عثمان عليا فسأله عن الحديث فقال: لم أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما أظلت الخضراء, ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر" فاغتاظ عثمان وقال لأبي ذر: اخرج من هذه البلدة, فخرج منها إلى الربذة فكان بها إلى أن مات.

التاسع: قالوا: إن عبادة بن الصامت كان بالشام في جند، فمر عليه قطار جمال تحمل خمرًا وقيل: إنها خمر تباع لمعاوية، فأخذ شفرة وقام إليها فما ترك منها راوية إلا شقها، ثم ذكر لأهل الشام سوء سيرة عثمان ومعاوية، فكتب معاوية إلى عثمان يشكوه وسأل إشخاصه إلى المدينة فبعث إليه واستدعاه، فلما دخل عليه قال: ما لنا وما لك يا عبادة, تنكر علينا وتخرج عن طاعتنا? فقال عبادة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا طاعة 1 لمن عصى الله تعالى".

العاشر: هجره لعبد الله بن مسعود، وذلك أنه لما عزله عن الكوفة، وأشخصه إلى المدينة هجره أربع سنين إلى أن مات مهجورًا. وسبب ذلك فيما زعموا أن ابن مسعود لما عزله عثمان من الكوفة وولى الوليد بن عقبة ورأى صنيع الوليد في جوره وظلمه، فعاب ذلك وجمع الناس بمسجد الكوفة وذكر لهم أحداث عثمان ثم قال: أيها الناس لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر, أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم, وبلغه خبر نفي أبي ذر إلى الربذة فقال في خطبته بمحفل من أهل الكوفة: هل سمعتم قول الله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ} ؟ وعرض بذلك لعثمان، فكتب الوليد بذلك إلى عثمان فأشخصه من الكوفة, فلما دخل مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015