عثمان غلاما له أسود فدفع ابن مسعود, وأخرجه من المسجد ورمى به الأرض, وأمر بإحراق مصحفه, وجعل منزله حبسه وحبس عطاءه أربع سنين إلى أن مات، وأوصى الزبير بأن لا يترك عثمان يصلي عليه. وزعموا أيضا أن عثمان دخل على ابن مسعود يعوده وقال له: استغفر الله لي، فقال: اللهم إنك عظيم العفو كثير التجاوز، فلا تتجاوز عن عثمان حتى تقيد لي منه.
الحادي عشر: نقلوا أنه قال لعبد الرحمن بن عوف: إنه منافق, وذلك أن الصحابة لما نقموا على عثمان ما أحدثه وعاتبوا عبد الرحمن في توليته إياه في اختياره فندم على ذلك وقال: إني لا أعلم ما يكون والآن الأمر إليكم، فبلغ قوله عثمان فقال: إن عبد الرحمن منافق، وإنه لا يبالي ما قال؛ فحلف ابن عوف لا يكلمه ما عاش ومات على هجرته، وقالوا: فإن كان ابن عوف منافقًا كما قال فما صحت بيعته ولا اختياره له، وإن لم يكن منافقًا فقد فسق بهذا القول وخرج عن أهلية الإمامة.
الثاني عشر: ما رووا أنه ضرب عمار بن ياسر, وذلك أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اجتمع منهم خمسون رجلا من المهاجرين والأنصار فكتبوا أحداث عثمان وما نقموا عليه في كتاب, وقالوا لعمار: أوصل هذا الكتاب إلى عثمان ليقرأه فلعله يرجع عن هذا الذي ينكر، وخوفوه فيه بأنه إن لم يرجع خلعوه واستبدلوا غيره، قالوا: فلما قرأ عثمان الكتاب طرحه، فقال له عمار: لا ترم بالكتاب وانظر فيه, فإنه كتاب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا والله ناصح لك وخائف عليك؛ فقال: كذبت يابن سمية، وأمر غلمانه فضربوه حتى وقع لجنبه وأغمي عليه، وزعموا أنه قام بنفسه فوطئ بطنه ومذاكيره حتى أصابه الفتق وأغمي عليه أربع صلوات, فقضاها بعد الإفاقة واتخذ لنفسه تبانًا تحت ثيابه، وهو أول من لبس التبان لأجل الفتق، فغضب لذلك بنو مخزوم وقالوا: والله لئن مات عمار من هذا لنقتلن من بني أمية شيخًا عظيمًا -يعنون عثمان- ثم إن عمار لزم بيته