وقال: والله إنه للموضع الذي وضعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال عمر للعباس: وأنا أعزم عليك لما1 صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ففعل ذلك العباس، خرجه أحمد.
وعن مسلم قال: قلت لعمر: إن في الظهر ناقة عمياء فقال عمر: ادفعها إلى أهل بيت ينتفعون بها، قلت: إنها عمياء قال: يقطرونها بالإبل، قال: قلت: كيف تأكل من الأرض? قال: أمن نعم الجزية أم من نعم الصدقة? قال: بل من نعم الجزية قال عمر: أردتم والله أكلها، فأمر عمر فأتي بها فنحرت، قال: وكان عنده صحاف تسع، فلا تكون فاكهة وطرفة إلا جعل منها في تلك الصحاف، وبعث بها إلى أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان الذي يبعث به إلى حفصة من آخر ذلك، فإن كان فيه نقصان كان في حق حفصة، فجعل في تلك الصحاف من لحم تلك الجزور وبعث به إلى أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم أمر بما بقي من اللحم فصنع فدعا عليه المهاجرين والأنصار، فقال العباس: يا أمير المؤمنين, لو صنعت لنا كل يوم مثل هذا لكان حسنًا، رب طاوية كشحًا لا تحتفل بها أنت ولا صاحبك، ثم قال عمر: لا أعود لمثلها أبدًا, إنه مضى لي صاحبان عملا عملًا وسلكا طريقًا, إني إن عملت بغير عملهما سلك بي غير طريقهما. خرجه القلعي.
وعن ابن عمر قال: لبس عمر قميصًا جديدًا ثم دعا بالشفرة ثم قال: مد يا بني كم القميص, والزق يدك بأطراف أصابعي ثم اقطع، قال: فقطعت ما قال, فصار كم القميص بعضه على بعض فقلت: يا أبت لو سويته بالمقص? فقال: يا بني دعه, فهكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل، قال: فما زال عليه حتى تقطع، وربما كانت الخيوط تنشر على قدميه منه. خرجه الملاء في سيرته.