وَكَانَ معَاذ الالتجاء وملاذ الإرتجاء غير أَنه نسب إِلَى اللجاج لشدَّة ثباته وفرط جموده وَلَا يكَاد يعجم لصلابة عوده وَلما توفّي تسلم السُّلْطَان دَاره بِمَا حوته من الذَّخَائِر وَصَارَت إقطاعاته للْملك الْكَامِل
قَالَ وفيهَا نقل إِلَى السُّلْطَان عَن غُلَام الْأَمِير أيبك الفطيس أَن جمَاعَة قد عزموا على الفتك بالسلطان حَال ركُوبه وَأسْندَ أصل ذَلِك إِلَى الْملكَيْنِ الْمعز إِسْحَاق والمؤيد مَسْعُود وَلَدي صَلَاح الدّين رَحمَه الله فأحضر الْغُلَام وعصره فَمَاتَ وَلم يقر واعتقل الْمعز والمؤيد وَنزع من اتهمه فِي ذَلِك من الْأُمَرَاء الصلاحية وَتكلم النَّاس بِأَحَادِيث فِي هَذِه الْقَضِيَّة
قَالَ وَفِي هَذِه السّنة اشْتَدَّ الغلاء وامتد الْبلَاء وتحققت المجاعة وَتَفَرَّقَتْ الْجَمَاعَة وَهلك الْقوي فَكيف الضَّعِيف ونهك السمين فَكيف العجيف وَخرج النَّاس حذر الْمَوْت من الديار وتفرق فرق بِمصْر فِي الْأَمْصَار وَرَأَيْت الأرامل على تِلْكَ الرمال وَالْجمال باركة تَحت الْأَحْمَال ومراكب الفرنج على سَاحل الْبَحْر على اللقم تسْتَرق الجياع باللقم فَقل من إِلَى الشَّام خلص إِلَّا بعد أَن قل عدد أَهله وَنقص
قلت ثمَّ زَالَت تِلْكَ الشدَّة بعد مُدَّة
وَتُوفِّي الْعِمَاد الْكَاتِب رَحمَه الله مُصَنف هَذِه الْكتب الْفَتْح والبرق وَهَذِه الرسائل الثَّلَاث العتبى والنحلة