شمس الدّين مُحَمَّد بن الْمُقدم فِي حصن أفامية
وفيهَا أَو فِي سنة سِتّ قبلهَا توفّي السُّلْطَان خوارزم شاه بن تكش بن أيل أرسلان بن أتسز بن مُحَمَّد وَهُوَ الَّذِي زَالَت دولة السلجقية بِملكه وَاجْتمعَ لَهُ مَعَ خوارزم خُرَاسَان وَالْعراق وَلما مَاتَ قَامَ وَلَده عَلَاء الدّين مُحَمَّد مقَامه
قَالَ وفيهَا كتب السُّلْطَان الْعَادِل للأمير فَخر الدّين أياز سركس بأعمال تبنين وهونين وبانياس والحولة وَمَا يجْرِي مَعهَا وَكَانَت مَعَ الْأَمِير حسام الدّين بِشَارَة فحاصره وأنجده الْملك الْمُعظم عِيسَى ابْن السُّلْطَان من دمشق فَسلم الْبِلَاد وَخرج
قَالَ وفيهَا توفّي الْأَمِير بهاء الدّين قراقوش وَهُوَ من القدماء الكرماء وشيوخ الدولة الكبراء أَمِير الأَسدِية ومقدمها وكريمها ومكرمها وَلم أر غَيره خَصيا لم تقاومه الفحول وَلم تُؤثر فِي محَال مأثراته المحول وَله فِي الْغَزَوَات والفتوحات مَوَاقِف مَعْرُوفَة ومقامات مَوْصُوفَة وَهُوَ الَّذِي احتاط على الْقصر حِين استتبت على متوليه أَسبَاب النَّصْر وَذَلِكَ قبل موت العاضد بِمدَّة
وَلما خطب لبني الْعَبَّاس بالديار المصرية تسلم الْقصر بِمَا فِيهِ وَاسْتظْهر على أقَارِب العاضد وبنيه وَتَوَلَّى عمَارَة الأسوار المحيطة بِمصْر والقاهرة وأتى فِيهَا بالعجائب الظَّاهِرَة