بالوصلة باحدى بَنَات الْعَادِل وَكَانَ الْعَادِل قد وكل أَخَاهُ السُّلْطَان فِي ذَلِك لما سَار إِلَى مصر وَقدم رسولهم فِي ذَلِك فتمت الوصلة بَينهمَا
قَالَ وَأول من وصل وَالسُّلْطَان بكوكب اخْتِيَار الدّين حسن بن غفراس مُدبر دولة قليج أرسلان بالروم وَكَانَ هَذَا الرَّسُول مغرى بِلبْس الْحلِيّ والديباج والوشي وَفِي يَدَيْهِ زنود وخواتيم مرصعة بزينة ثَقيلَة بجواهر ويواقيت ثمينة وَفِي عقودها درة يتيمة وَفِي يَده عَمُود من العسجد وكل عدته تبرها مجوهر وَكَانَ إِذا شَاهده السُّلْطَان تَبَسم وعامله بخلقه وَقَالَ هَذَا سَافر بنضاره لينْظر وبديناره ليبصر
وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد لما دخلت سنة أَربع وَثَمَانِينَ رأى السُّلْطَان الِاشْتِغَال بِأخذ هَذِه الْحُصُون الْبَاقِيَة لَهُم مِمَّا يضعف قُلُوب من فِي صور ويهي أمرهَا بِهِ فاشتغل بذلك وَنزل رَحمَه الله على كَوْكَب فِي أَوَائِل الْمحرم
وَكَانَ سَبَب بداءته بكوكب أَنه كَانَ قد جعل حولهَا جمَاعَة يحفظونها من أَن تدخل إِلَيْهِم قُوَّة أَو جمَاعَة فَخرج الفرنج لَيْلًا وَأخذُوا غرتهم وكبسوهم بعفربلا وَقتلُوا مقدمهم وَكَانَ من الامراء يعرف بِسيف الدّين أخي جاولي وَأخذُوا أسلحتهم فَسَار