قَالَ الْعِمَاد فَخرج السُّلْطَان من عكا فَنزل على كَوْكَب فِي الْعشْر الْأَوْسَط من الْمحرم فحاصرها وصابرها أَيَّامًا فَلم يتَمَكَّن مِنْهَا لمنعتها وحصانتها وَرَآهَا تحْتَاج إِلَى طول مصابرة ومرابطة وَلم يكن مَعَه جَمِيع أمرائه وأوليائه وَإِنَّمَا كَانَ فِي خواصه فَوكل بهَا قايماز النجمي ووكل بصفد طغرل الجاندار كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي خمس مئة وسير إِلَى الكرك والشوبك سعد الدّين كمشبة الْأَسدي وَكَانَت هَذِه الْحُصُون الْأَرْبَعَة ضيقَة المسلك صعبة الْمدْرك
قَالَ ثمَّ إِن السُّلْطَان اشْتغل بلقاء الرُّسُل الواصلين من جُمْلَتهمْ رَسُول صَاحب آمد قطب الدّين سكمان بن نور الدّين مُحَمَّد بن قرا أرسلان وَكَانُوا خَائِفين على آمد أَن يسترجعها مِنْهُم السُّلْطَان لِأَنَّهَا كَانَت لَهُم من مواهبه كَمَا سبق فاستوثقوا