غير أني كتمته وهو باد ... مثلما تكتم البروق الغمام

كلما صنته اكتتاماً بقلبي ... شف عن محض سره الاكتتام

فهو كالراح في الزجاج وهل يخفى على اللحظ في الزجاج المرام لك مني محبة الطبع والفطرة والطبع ليس فيه الضرام

ثم إنه أن تفضل الجناب السامي، بالفحص عن جلية حال المحب الظامي فنحمد إليك الباري عز شأنه، وعظم سلطانه.

على أن غصن الحياة غض وريق. وروض الوجود بماء النماء مباكر أنيق. مراعين لما تمهد من مؤكدات الوداد، موفين حق ما توطد من الحب والاتحاد. بحيث أنا لم نحل ولا نحول عن العهد وان حالت الدراري عن محارها، ولم نزل ولا نزول وان زالت الرواسي عن مقارها. وحسبي في ذلك علمك وضميرك شاهدين لا تجرح عدالتهما، ولا تخشى جهالتهما. وبينما نحن مشرئبون إلى حقيقة أحوالكم، نستنطق المعربة والعجماء في سؤالكم. إذ ورد الكتاب النامي، والمشرف السامي. فكان شأنه كما قال حبيب بن اوس الطائي في حبيبه المتنائي.

لقد جلّى كتابك كل بث ... رمى فأصاب شاكلة الرميّ

فضضت ختامه فتبلجت لي ... غرائبه عن الخبر الجلي

وكان أغض في عيني وأندى ... على كبدي من الزهر الجني

وأحسن موقعاً مني وعندي ... من البشرى أتت بعد النعي

وضمن صدره ما لم تضمن ... صدور الغانيات من الحلي

فكائن فيه من معنى لطيف ... وكائن فيه من لفظ بهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015