فيا ثلج الفؤاد وكان رصفا ... ويا شبعي برونقه ورييّ
فابتدرت إليه كما يتعاطى الكتاب المرقوم، وفضضته كما يفض الكتاب المختوم، فتضوع منه ارج المحبة والولاء، ما أحيا ميت الأحياء. فكان مشتملا من النظم على ما يشابه العذب الزلال، ومن النثر على ما يشاكه السحر الحلال. نظم كاللؤلؤ والطف، ونثر كالمنثور وأترف. نعم: وبلاغة تخرس الفصحاء. وفصاحة تبكم السن البلغاء. ولعمري أنه كان أحلى (?) في المذاق من خطب ابن نباتة ومنشآته، وأغلى (?) من برود حاكتها أقلام الحريري (?) في مقاماته. وأهز لأعطاف الانس من مستملحات الأعشى في خمرياته. وأحلى من زواهر أبي الطيب في بدرياته. فاستفدت منه للناظر نورا، وللقلب بهجة وسرورا.
فكان الماء للغليل، والشفاء للعليل فأصبح لله دره انفس طالع، وأحن متطلع وأحسن واقع، وأجل متوقع. فلم أزل أكرره وأطويه وأنشره، أحاديث نجد لا تمل بتكرار. حتى استوفيت منه الحظ