علا قتامه وعجاجه، أهديت إلى الحظوة العلية، والسدة السنية، هذا الكتاب، وأنا في أكمل حجاب. وهو كما قيل:

فزودني ما لم يقل بقاؤه ... فزودته حمداً يدوم على الدهر

وكان ذلك كمن أرسل للجنان غض الزهر. والشمع للشمس والسمك للبحر.

أرسلت أسماكاً إلى ... من مجده حل الفلك

أرأيت قبلي مهديا ... أهدى إلي البحر سمك

وأنا أسأل الله تعالى ان يطفئ من البعد ضرام صداه، بمشاهدة ذلك الوجه الذي ماء بشره ونداه. ويحكم في عاتق الفراق، سيوف التداني والتلاق. فان العبد ما دام في هذه الآلام في أسر البعد، فكره محبوس في سجن الغرام والوجد. كيف لا والقلب مملوء بنوالك، وثوب الحياة لحمته وسداه منسوج بيد نعمائك.

فانك نور حدق الزمان، ونور حديقة الجنان.

فراجعني بما هو كالجواهر في أعناق المهاة والجآذر، وما هو كالحمائل، مصندلة الغلائل. بكلام كالمدام، يحير العقول والأوهام. يسكر سرا وجهرا، ويطرب مما يسحر، وإن من البيان لسحرا. يردد محاسن معارف ويرويها، وينشر فضائل عوارف ويطويها. تزهى بماء الجوانح والضلوع، ويعبق من مطاويها الفضل ويضوع. قد جمعت لحسن رأي، وأتت بعد لأي. وطفت زفرة شوق لاعج، وضجره توق هايج. وهي:

أما بعد حمد الله سبحانه على سوابغ نعمه وفضله، وشكره على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015