معللتي بالوعد والموت دونه ... إذا مت عطشاناً فلا نزل القطر
بدوت وأهلي حاضرون لأنني ... أرى أن دارا لست من أهلها قفر
وحاربت قومي في هواك وانهم ... وإياي لولا حبك الماء والخمر
وإن كان ما قال الوشاة ولم يكن ... فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفر
وفيت وفي بعض الوفاء مذلة ... لإنسانة في الحي شيمتها الغدر
وقور وريعان الصبا يستفزها ... فتأرن أحياناً كما يأرن المهر (?)
تسائلني من أنت وهي عليمة ... فهل بفتى مثلي على حاله نكر
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى ... قتيلك قالت أيهم فهم كثر
فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق ... وأن يدي مما علقت به صفر
وقلبت أمري لا أرى لي راحة ... إذا البين إنساني ألح بي الهجر
فعدت إلى حكم الزمان وحكمها ... لها الذنب لا تجزى به ولي العذر (?)
كأني أنادي دون ميثاء ظبية ... على شرف ظمياء حلأها الذعر (?)
تجفل حيناً ثم تدنو وانما ... تراعي طلا بالواد أعجزه الخصر
وإني لنزال بكل مخوفة ... كثير إلى نزالها النظر الشزر
وأني لجزار لكل كتيبة ... معودة أن لا يحل بها نصر
فانظر إلى ما قال والى ما سيقول فإنها تبهر الألباب فضلا عن العقول:
فأصدأ حتى ترتوي البيض والقنا ... وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر
ولا أصبح الحي الخلوف لغارة ... ولا الجيش ما لم يأته قبلي النذر (?)