ويا رب دار لم تخفني منيعة ... طلعت عليها بالردى أنا والفخر
وحي رددت الخيل حتى ملكته ... هزيما فردتني البراقع والخمر
وساحبة الأذيال نحوي لقيتها ... فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعر
وهبت لها ما حازه الجيش كله ... وأبت ولم يكشف لا ثوابها ستر
وما راح يطغيني بأثوابه الغنى ... ولا بات يثنيني عن الكرم الفقر
وما حاجتي بالمال أبغي وفوره ... إذا لم أفر عرضي فلا وفر الوفر
هذا هو البيت المشار إليه سابقا وكذلك الذي قبله من الأبيات
أسرت وما صحبى بعزل لدى الوغى ... ولا فرسي مهر ولا ربه عمرو
ولكن إذا حم القضاء على امرئ ... فليس له بر يقل ولا بحر (?)
وقال أصيحابي الفرار أو الردى ... فقلت هما أمران أحلاهما مر
يقولون لي بعت السلامة بالردى ... فقلت لهم والله ما نالني خسر
ولكنني أمضي لما لا يريبني ... وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره ... ولم يمت الإنسان ما حيي الذكر
ولا خير في دفع الأذى بمذلة ... كما ردها يوماً بسوءته عمرو
يمنون أن خلوا ثيابي وإنما ... علي ثياب من دمائهم حمر
وقائم سيف فيهم دق نصله ... وأعقاب رمح فيهم حطم الصدر
فإن عشت فالطعن الذي يعرفونه ... وتلك القنا والبيض والضمر والشقر
وإن مت فالإنسان لا بد ميت ... وان طالت الأيام وانفسح الصدر
ستذكرني قومي إذا جد جدها ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به ... وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر