فافعل، ولكن استأنف عفواً أجازك عنه شكراً، فقال: تجاوزت فيك قول الله تعالى: " لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد " ثم أمر بقتله، وقال الشاعر في قتله (?) :

زعمت أن الدين لا يقتضى ... فاستوف بالصاع أبا مجرم

سقيت كأساً كنت تسقي بها ... أمر في الحلق من العلقم

الخط (?) :

ساحل ما بين عمان إلى البصرة ومن كاظمة إلى الشحر، وقيل الخط قرية على ساحل البحرين فيها الرماح الجياد، وإذا نسبت إليها قلت: رماح خطية - بفتح الخاء - فإذا جعلت النسبة اسماً قلت: خطية - بكسر الخاء - وقيل الخط قرى عمان، والخط لا ينبت القنا ولكن مرسى سفن القنا، كما قيل مسك دارين ولا مسك يوجد بها إنما هي مرفأ سفن الهند.

وحكوا أن العلاء بن الحضرمي لما وجهه الصديق إلى البحرين لمحاربة من ارتد بها، أتى إلى الخط حتى نزل على الساحل فجاءه نصراني فقال: ما لي إن دللتك على مخاضة تخوض منها الخيل إلى دارين، قال: وما تسألني؟ قال: أهل بيت بدارين، وتمام الخبر في حرف الدال (?) .

الخلد (?) :

قصر ببغداد في الجانب الغربي كان ينزله هارون الرشيد، وكان وزيره يحيى بن خالد وابناه: الفضل وجعفر في رحبة الخلد، وكان أبو جعفر المنصور هو الذي بناه حين شرع في بناء بغداد. قال الربيع: جلس المنصور في قصره بالخلد فنظر إلى التجار من البزاز والصيرفي والقصاب وطبقات الناس من السوقة فتمثل:

كما قال الحمار لسهم رام ... لقد جمعت من شتى لأمر

جمعت حديدة وجمعت نصلاً ... ومن عقب البعير وريش نسر ثم قال: يا ربيع، إن هذه العامة تجمعها كلمة وترأسها السفلة فلا أرينك معرضاً عنها فإن إصلاحها يسير، وإصلاحها بعد فسادها عسير، فاجمعها بالرهبة واملأ صدورها بالهيبة، وما استطعت من رفق بها وإحسان إليها فافعل.

وبالخلد كان محمد الأمين لما وصلته وفاة الرشيد أبيه في طوس سنة ثلاث وسبعين ومائة يوم خميس، فكتم الخبر وتحول ليلة الجمعة من الخلد إلى مدينة المنصور وصلى بالناس الجمعة، فلما قضى صلاته صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ونعى الرشيد وعزى نفسه والناس ووعدهم خيراً وبسط الآمال للأسود والأبيض، ومما حفظ من كلامه على المنبر: عندي التنفيس عن المكروبين والتفريج عن المغمومين، والإحسان إلى المحسنين والتغمد لإساءة المسيئين.

خلم (?) :

مدينة في خراسان من مدن بلخ، ولبلخ سبعة وأربعون منبراً في مدن ليست بالعظام.

خلاط:

من مدن أرمينية، وتقول: ما خالطت فلاناً وأنت تريد: ما سرت معه إلى خلاط، وفي جنوب (?) خلاط بحيرة ملحة آخذة من المشرق إلى المغرب، طولها سبعة وخمسون ميلاً في سعة سبعة وعشرين ميلاً، ويستخرج من هذه البحيرة سمك صغار يعرف بالطريخ (?) ويملح ويحمل إلى الجزيرة والموصل والرقة والعراق وحران، وفي أطراف هذه البحيرة البورق المحمول إلى العراق وغيره، وبالقرب منها مقاطع يستخرج منها الزرنيخ الأحمر والأصفر ومنها يتجهز به إلى جميع أقطار الأرض.

وفي (?) سنة اثنتين وستمائة كانت وقعة عظيمة للمسلمين من أهل خلاط وبلادها على نصارى الكرج حصل فيها ملكهم أسيراً ففدى نفسه من الملك الذي أسره بعشرين ديناراً، فلما تخلص وشاعت القصة علا المسلم الهم فمات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015