هي من أعمال الجبل بقرب شهرزور، سمي الموضع بذلك لأن النعمان حبس به علي بن زيد
وخنقه فيه حتى مات، وهناك حبس النعمان حتى مات، والناس يظنون أنه مات بساباط لقول الأعشى:
فذاك بما أنجى من الموت ربه ... بساباط حتى مات وهو محرزق قالوا: ووجه الحجاج إلى مطير بن عمار بن ياسر عبد الرحمن بن مسلم الكلبي، فلما كان بحلوان أتبعه الحجاج مدداً وعجل عليه بالكتاب مع بخيت الغلط، وإنما قيل له ذلك لكثرة غلطه، فمر بخيت بالمدد وهم يعرضون بخانقين، فلما قدم على عبد الرحمن قال له: أين تركت مددنا؟ قال: تركتهم يخنقون بعارضين، قال: أو يعرضون بخانقين؟ قال: نعم، اللهم لا، بخانوق باركين. ولما ذهب يجلس ضرط وكان عبد الرحمن أراد أن يقول له ألا تتغدى، فقال له: ألا تضرط، قال: قد فعلت أصلحك الله، قال: ما هذا أردت، قال: صدقت ولكن الأمير غلط كما غلطنا.
وبخانقين نهر كبير قد بنيت عليه قنطرة عظيمة طبقاً بالجص والآجر (?) . ومن خانقين إلى قصر شيرين ستة فراسخ.
وبخانقين كان التقاء سفيان بن أبي العالية مع شبيب الخارجي فهزمه شبيب في سنة ست وسبعين.
هي مدينة على يسار خراسان، يقولون إنهم من الترك التغزغز.
مدينة عظيمة في الصين على نهر عظيم أكبر من الدجلة أو نحوها يصب إلى بحر الصين، وبين هذه المدينة وبين البحر مسيرة ستة أيام أو سبعة، تدخل هذا النهر سفن البحر الواردة من بلاد البصرة وسيراف وعمان ومدن الهند وجزائره بالأمتعة والجهاز، وبهذه المدينة خلائق من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس، وغيرهم من أهل الصين، وكان نزل بهذه المدينة في سنة أربع وستين ومائتين ثائر ثار على ملك الصين من غير بيت الملك تبعه أهل الدعارة والفساد، وكثر جنده فقصد هذه المدينة فحاصرها وأتته جيوش الملك فهزمها واستباح الحريم، وافتتح هذه المدينة عنوة وقتل من أهلها خلقاً لا يحصون كثرة، وأحصي من المسلمين واليهود والنصارى ممن قتل وغرق مائة ألف، وإنما أحصي ما ذكرناه من العدد لأن ملوك الصين تحصي من في مملكتها من رعيتها وممن جاورها من الأمم وصار ذمة لها في دواوين لها، وكتاب قد وكلوا بإحصاء ذلك لما يراعون من حياطة من شمله ملكهم، وقطع هذا الثائر ما كان حول مدينة خانفو من غابات التوت إذ كان يحتفظ به لما يكون من ورقه من طعم لدود القز الذي ينتج منه الحرير.