"الكبير" (3/ 217، 218) والبيهقي (5/ 317) من طرقٍ عن أبي بشر جعفر بن إياس عن يوسف بن ماهك عن حكيم.
وهذه أسانيد صحاح إلَّا أنّ لها علةً:
ففد أخرجه الطيالسي (1318) وأحمد (3/ 402) وابن الجارود في "المنتقى" (602) من طريق هشام الدستوائي، وأخرجه ابن الجارود والدارقطني (2/ 9) من طريق همّام، وابن الجارود والطبراني (3/ 219) والبيهقي (5/ 313) من طريق شيبان، والدارقطني (2/ 8 - 9، 9) من طريق أبان بن يزيد العطار كلهم عن يحيى بن أبي كثير عن يعلي بن حكيم عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم.
وظهر من ذلك أن يوسف لم يسمع الحديث من حكيم بل سمعه بواسطة عبد الله بن عصمة، وابن عصمة قال الحافظ في "التهذيب" (5/ 322): "قال ابن حزم في "البيوع" من المحلى: متروك. وتلقى ذلك عبد الحقّ فقال: ضعيف جدًا. وقال ابن القطان: بل هو مجهول الحال. وقال شيخنا -يعني العراقي-: لا أعلم أحدًا من أئمة الجرح والتعديل تكلّم فيه، بل ذكره ابن حبان في "الثقات". أهـ.
قلت: فالسند ضعيف، لكن ذكر ابن حزم في "المحلى" (8/ 519) أن قاسم بن أصبغ أخرجه عن أحمد بن زهير بن حرب عن أبيه عن حَبّان بن هلال عن همّام بن يحيى عن يحيى بن أبي كثير أن يعلي بن أبي حكيم حدّثه أن يوسف بن ماهك حدثه أن حكيم بن حزام حدّثه، وقال: "يعلى ثقة، وذكر فيه أن يوسف سمعه من حكيم، وهذا صحيح فإذا سمعه من حكيم فلا يضره أن يسمعه أيضًا من غير حكيم عن حكيم". أهـ.
وكذا قال عبد الحق في "أحكامه" -كما في "نصب الراية" (4/ 32) -، لكن قال ابن القطّان: "أخاف أن يكون سقط من الإسناد: (ابن عصمة)، ورواية الدارقطني تبيّن ذلك". أهـ.