والذي رجّحه الحفاظ أن زيادًا هذا هو ابن الجراح:

فقد قال الدوري في "تاريخ ابن معين" (4/ 477): "سمعت يحيى بن معين يقول في حديث "الندم توبة": إنما هو عن زياد بن الجرّاح، ليس هو زياد بن أبي مريم. قال يحيى: قال عبد الله بن جعفر: زياد بن الجراح مولى بني تيّم الله، قدِم من المدينة، زياد بن أبي مريم كوفي، فهو غير هذا". وروى عنه الخطيب في "الموضح" (1/ 256) أنه ذكر حديث عبد الكريم الذي قال فيه: (زياد بن أبي مريم)، فقال يحيى: هو خطأ، إنّما هو زياد بن الجراح. وروي عن ابن المديني أنه قال: وزياد بن الجرّاح هو عندي أشبه أن يكون صاحب ابن معقل.

وفي "الجرح" لابن أبي حاتم (3/ 527 - 528): "سمعت أبي يقول: زياد بن الجرّاح هذا روى عن عبد الله بن معقل ... ، فذكر الحديث، ثم قال ابن أبي حاتم: "قد روى هذا الحديث الثوري عن عبد الكريم الجزري، فقال: عن زياد بن أبي مريم كما رواه ابن عيينة، فدلّ على أن عبد الكريم قال مرّة: (زياد بن الجراح)، ومرةً قال: (زياد بن أبي مريم)، والصحيح زياد بن الجرّاح". أهـ. ورجح الحافظ في "التهذيب" (3/ 385) أنه ابن الجرّاح.

ولحديث ابن مسعود طرق أخرى:

فقد أخرجه الطحاوي (2/ 199) من طريق ابن وهب عن مالك عن عبد الكريم عن رجل عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعًا، قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 107): "سألت أبي عن حديث رواه ابن وهب ... " وذكر الحديث- "قال أبي: إنما هو عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي ... " الحديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015