الذي قال فيه ابن حبان: يضع الحديث. فضعّف الحديث به، وهذا من غَلَطاته، بل هو ابن وهب الإِمام العَلَمُ، والدليل عليه:
أن الحديث من رواية أصبغ بن الفرج ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وغيرهما من أصحاب ابن وهب عنه، والنسوي متأخر من طبقة يحيى بن صاعد، والعَجب من أبي الفرج كيف خَفي عليه هذا وقد ساقها من طريق أصبغ وابن عبد الحكم عن ابن وهب؟! ". أهـ.
وقال العراقي في إصلاح المستدرك- كما في شرح الإِحياء (1/ 109) متعقبًا إياه: "وقد أعلّه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" بأن فيه عبد الله بن وهب النَّسوي قال ابن حبان: دجال يضع الحديث. وهذا تخليط من ابن الجوزي، وإنما هو عبد الله بن وهب الإِمام صاحب الإِمام مالك، والإِسناد مصريون فلا التفات إلى كلام ابن الجوزي، ولو أعله بعبد الله بن عياش لكان له وجه، فقد ضعفه أبو داود والنسائي، وهو قريب من ابن لهيعة، وأخرج له مسلم حديثًا واحدًا، ووثقه ابن حبان". أهـ. ولم يقر العراقي الحاكم على تصحيحه للحديث على شرط الشيخين فقال: "أما على شرط الشيخين فلا". أهـ.
وعزاه الهيثمي في المجمع (1/ 163) للطبراني في الكبير والأوسط، وقال: "ورجاله موثقون".
وقد أخرجه أبو يعلى -المقصد العلي (رقم: 81) والمطالب العالية (المسندة: ق 105/أ) - وابن الجوزي (119، 120) من طريق عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعًا.
قال الهيثمي (1/ 163): "ورجال أبي يعلى رجال الصحيح". أهـ. وصححه الحافظ والسيوطي في "الدر المنثور" (1/ 162)، وقال البوصيري في "مختصر الإتحاف" (1/ق 31/ ر): "رواه أبو يعلى بسند الصحيح" أهـ.
قلت: هذا وهم عجيب منهم! عبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي معروف