قلت: الكرابيسي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ: لينُ الحديث. وقال العقيلي: ليس لحديثه أصلٌ مسندٌ، إنما هو موقوف من حديث ابن عون. أهـ.

ومالَ العلّامة ابن كثيرٍ في تفسيره (1/ 200) إلى تقوية حديث أبي هريرة.

قال المنذي في "مختصر السنن" (5/ 252 - 253): "وقد رُوي هذا الحديثُ أيضًا من رواية عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعمرو بن عَبَسَة، وطلق بن علي، وفي كل منها مقال". أهـ. وقد تتبع هذه الأحاديث ونقد طرقها ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 88 - 100) ونقل عن الإِمام أحمد أَنه قال: لا يصح في هذا شيء.

قلت: ومن أجودها حديث عبد الله بن عمرو الذي أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 27/ ب) وابن حبان (96) والحاكم (1/ 102) وابن عبد البر (1/ 5) والبيهقي في "المدخل" (575) والخطيب (5/ 38 - 39) - ومن طريقه ابن الجوزي (123) - من طريق عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عياش عن أبيه عن أبي عبد الرحمن الحبلى عنه.

قال الحاكم: صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين، وليس له علة. وسكت عليه الذهبي.

وخبَّط ابن الجوزي في إعلاله فقال: "فيه عبد الله بن وهب النَّسْوي قال ابن حبان: دجّال يضع الحديث". أهـ.

وقد تعقبّه ابن القيم في "التهذيب" (5/ 251 - 252) فقال: "هذا إسناد صحيح، وقد ظن أبو الفرج بن الجوزي أن هذا هو ابن وهب النسوي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015