وفي هذا ردٌّ لقول البيهقي: تفرّد به جرير.
وقال النسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة " (1/ 301) -: "وما رواه عن همّام غير عمرو بن عاصم". أهـ. قلت: هذا غير قادحٍ، فعمرو بن عاصم -وهو الكِلابي- احتجَّ به الشيخان، ووثّقه ابن معين وابن حبّان، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا يحتج بعمرو.
وانتصر ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/ 404) لوصل الحديث فقال: "والصواب أنّ حديث قتادة عن أنس محفوظٌ من رواية الثقات الضابطين المتثبتين: جرير بن حازم وهمّام عن قتادة عن أنس. والذي رواه عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن مرسلًا هو: هشام الدستوائي. وهشام -وإن كان مقدّمًا في أصحاب قتادة- فليس همّام وجرير إذا اتّفقا بدونه، والله أعلم". أهـ.
وتابعهما على وصله أبو عَوانة اليَشْكُري، أخرجه الطحاوي (2/ 166) وابن حبّان في "المجروحين" (3/ 88) من رواية هلال بن يحيى الرأي عنه. لكنّ هلالًا قال عنه ابن حبّان: "كان يخطئ كثيرًا على قلّة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
وله طريق آخر:
أخرجه أبو داود (2585) والطحاوي (2/ 166) وابن عدي (5/ 1816) -ومن طريقه البيهقي (4/ 143) - وأبو الشيخ (ص 140) من رواية عثمان بن سعد الكاتب عن أنس. وعثمان ضعيف كما في "التقريب".
وللحديث شواهد تعضده:
فأخرجه النسائي (5373) من طريق عيسى بن يونس عن عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل فذكره. قال الحافظ في "التلخيص" (1/ 52): "إسناده صحيح". أهـ. وهو كما قال، وأبو أمامة قال الحافظ في "التقريب": "معدودٌ في الصحابة، له رؤيةٌ، ولم يسمع من النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-". أهـ.