- ملأوه بِمَا يستنكف عَنهُ النبلاء فَذكرُوا فِيهِ المعايب والمثالب تَرْجَمَة من هُوَ عِنْدهم من الْمَجْرُوحين المقبوحين وان كَانَ جَامعا للمفاخر والمناقب وَهَذَا من اعظم المصائب تفْسد بِهِ ظنون الْعَوام وتسري بِهِ الاوهام فِي الاعلام وَمن عاداتهم الخبيثة انهم كلموا ناظروا وَاحِدًا من الافاضل فِي مسالة من الْمسَائِل توجهوا الى جرحه بافعاله الذاتية وَبَحَثُوا عَن اعماله العرضية وخلطوا الف كذبات بِصدق وَاحِد وفتحوا لِسَان الطعْن عَلَيْهِ بِحَيْثُ يتعجب مِنْهُ كل ساجد وغرضهم مِنْهُ اسكات مخاصمهم بالسب والشتم والنجاة من تعقب مقابلهم بِالتَّعَدِّي وَالظُّلم بِجعْل المناظرة مشاتمة والمباحثة مخاصمة وَقد نبهت على قبح هَذِه الْعَادَات باوضح الْحجَج والبينات فِي رسالتي تذكرة الراشد برد تبصرة النَّاقِد
يشْتَرط فِي الْجَارِح والمعدل الْعلم وَالتَّقوى والورع والصدق والتجنب عَن التعصب وَمَعْرِفَة اسباب الْجرْح والتزكية وَمن لَيْسَ كَذَلِك لَا يقبل مِنْهُ الْجرْح وَلَا التَّزْكِيَة