وقيل: المحبة مَا يمحو أثرك.

وقيل: المحبة سكر لا يصحو كصاحبه إلا بمشاهدة محبوبه ثُمَّ السكر الَّذِي يحصل عِنْدَ الشهود لا يوصف، وأنشدوا:

فأسكر الْقَوْم دور كأس ... وَكَانَ سكري من المدير

وَكَانَ الأستاذ أَبُو عَلِي الدقاق ينشد كثيرا:

لي سكرتان وللندمان واحدة ... شَيْء خصصت بِهِ من بينهم وحدي

وَقَالَ ابْن عَطَاء: المحبة إقامة العتاب عَلَى الدوام.

وَكَانَ للأستاذ أَبِي عَلِي جارية تسمى فيروز وَكَانَ يحبها إذ كانت قَدْ خدمته كثيرا , فسمعته يَقُول كانت فيروز تؤذيني يوما وتستطيل عَلِي بلسانها.

فَقَالَ: لَهَا أَبُو الْحَسَنِ القارئ لَمْ تؤذين هَذَا الشيخ؟ فَقَالَتْ: لأني أحبه.

وَقَالَ يَحْيَي بْن معاذ مثقال خردلة من الحب أحب إِلَى من عُبَادَة سبعين سنة بلا حب: وقيل: إِن شابا أشرف عَلَى النَّاس فِي يَوْم عيد.

وَقَالَ: من مَات عشقا فليمت هكذا لا خير فِي عشق بلا موت وألقى نَفْسه من سطح عال فوقع ميتا.

وحكي أَن بَعْض أهل الهند عشق جارية فرحلت الجارية فخرج الرجل فِي وداعها فدمعت إحدى عينيه دُونَ الأخرى فغمض الَّتِي لَمْ تدمع أربعا وثمانين سنة وَلَمْ يفتحها عقوبة لَهَا لأنها لَمْ تبك عَلَى فراق حبيبته، وَفِي معناه أنشدوا:

بكت عيني غداة البين دمعا ... وَأُخْرَى بالبكا بخلت عَلَيْنَا

فعاقبت الَّتِي بخلت بدمع ... بأن غمضتها يَوْم التقينا

وَقَالَ بَعْضهم: كُنَّا عِنْدَ ذي النون الْمِصْرِي فتذاكرنا المحبة.

فَقَالَ ذو النون: كفوا عَن هذه المسألة لا تسمعها النفوس فتدعيها ثُمَّ أنشأ يَقُول: الخوف أولى بالمسيء إِذَا تأله والحزن والحب يجمل بالتقى وبالنقي من الدرن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015