وَقَالَ ابْن مسروق: رأيت سمنونا يتكلم فِي المحبة , فتكسرت قناديل الْمَسْجِد كلها.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحَسَن يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عَلِي يَقُول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن فاتك يَقُول: سمعت سمنونا وَهُوَ جالس فِي الْمَسْجِد يتكلم فِي المحبة إذ جاء طير صَغِير فقرب منه , ثُمَّ قرب فلم يزل يدنو حَتَّى جلس عَلَى يده , ثُمَّ ضرب بمنقاره الأَرْض حَتَّى سال منه الدم , ثُمَّ مَات.
وَقَالَ الجنيد: كُل محبة كانت لغرض إِذَا زال الغرض زالت تلك المحبة وقيل: حبس الشبلي فِي المارستان , فدخل عَلَيْهِ جَمَاعَة.
فَقَالَ: من أنتم؟ قَالُوا: إنا محبوك يا أبا بَكْر فأقبل يرميهم بالحجارة ففروا.
فَقَالَ: إِن ادعيتم محبتي فاصبروا عَلَى بلائي وأنشد الشبلي:
يا أيها السيد الكريم ... حبك بَيْنَ الحشا مقيم
يا رافع النوم عَن جفوني ... أَنْتَ بِمَا مر بي عليم
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمى يَقُول: سمعت مَنْصُور بْن عَبْد اللَّهِ يَقُول: سمعت النهرجوري يَقُول: سمعت عَلِي بْن عُبَيْد يَقُول: كتب يَحْيَي بْن معاذ إِلَى أَبِي يَزِيد سكرت من كثرة مَا شربت من كأس محبته فكتب إِلَيْهِ أَبُو يَزِيد غيرك شرب بحور السموات وَالأَرْض وَمَا رَوَى بَعْد ولسانه خارج وَيَقُول: هل من مزيد؟ وأنشدوا:
عجبت لمن يَقُول ذكرت إلفي ... وهل أنسى فأذكر مَا نسيت
أموت إِذَا ذكرتك ثُمَّ أحيا ... ولولا حسن ظني مَا حييت
فأحيا بالمنى وأموت شوقا ... فكم أحيا عليك وكم أموت
شربت الحب كأسا بَعْد كأس ... فَمَا نفذ الشراب وَمَا رويت
وقيل أوحى اللَّه تَعَالَى إِلَى عيسى عَلَيْهِ السَّلام: إني إِذَا اطلعت عَلَى قلب عَبْد فلم أجد فِيهِ حب الدنيا والآخرة ملأته من حبي ورأيت بخط الأستاذ أَبِي عَلِي الدقاق رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَعْض الكتب المنزلة: عبدي أنا وحقك لَك محب فبحقي كن لي محبا.
وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الْمُبَارَكِ: من أعطى شَيْئًا من المحبة وَلَمْ يعط مثله من الخشية فَهُوَ مخدوع.