وسمعت الأستاذ أبا عَلِيّ يَقُول كنت فِي ابتداء صباي محترقا فِي الإرادة وكنت أقول فِي نفسي ليت شعري مَا معنى الإرادة وقيل: من صفات المريدين والتحبب إِلَيْهِ بالنوافل والخلوص فِي نصيحة الأمة والأنس بالخلوة والصبر عَلَى مقاساة الأَحْكَام والإيثار لأمره والحياء من نظره وبذل الجهود فِي محبوبه والتعرض لكل سبب يوصل إِلَيْهِ والقناعة بالخمول وعدم القرار بالقلب إِلَى أَن يصل إِلَى الرب وَقَالَ أَبُو بَكْر الوراق آفة المريد ثلاثة أشياء التزويج وكتبة الْحَدِيث والأسفار وقيل لَهُ: لَمْ تركت كتابة الْحَدِيث؟ فَقَالَ منعتني عَنْهَا الإرادة وَقَالَ حاتم الأصم إِذَا رأيت المريد يريد غَيْر مراده فالعلم أَنَّهُ قَدْ أظهر بذالته.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: سمعت الكتاني يَقُول: من حكم المريد أَن يَكُون فِيهِ ثلاثة أشياء نومه غلبة وأكله فاقلة وكلامه ضرورة.
وسمعته يَقُول: سمعت الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر يَقُول: سمعت جَعْفَر بْن نصير يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول إِذَا أراد اللَّه تَعَالَى بالمريد خيرا أوقعه إِلَى الصوفية ومنعه صحبة الفقراء وسمعته يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ يَقُول: سمعت الدقي يَقُول: سمعت الدقاق يَقُول نهاية الإرادة أَن تشير إِلَى اللَّه تَعَالَى فنجده مَعَ الإشارة فَقُلْتُ: فايش يستوعب الإرادة فَقَالَ: أَن تجد اللَّه تَعَالَى بلا إشارة.
سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصوفي يَقُول: سمعت عَبَّاس بْن أَبِي الصحو يَقُول: سمعت أبا بَكْر الدقاق يَقُول لا يَكُون المريد مريدا حَتَّى لا يكتب عَلَيْهِ صاحب الشمال عشرين سنة وَقَالَ أَبُو عُثْمَان الحيرى: من لَمْ تصح إرادته بدار لا يزيده مرور الأيام عَلَيْهِ إلا إدبارا وَقَالَ أَبُو عُثْمَان: المريد إِذَا سمع شَيْئًا من علوم الْقَوْم فعمل بِهِ صار حكمة فِي قلبه إِلَى آخر