عمره ينتفع بِهِ ولو تكلم بِهِ انتفع بِهِ من سمعه ومن سمع شَيْئًا من علومهم وَلَمْ يعمل بِهِ كَانَ حكاية يحفظها أياما ثُمَّ ينساها وَقَالَ الواسطي: أول مقام المريد إرادة الحق بإسقاط إرادته وَقَالَ يَحْيَي بْن معاذ: أشد شَيْء عَلَى المريدين معاشرة الأضداد.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت أبا القاسم الرازي يَقُول: سمعت يُوسُف بْن الْحُسَيْن يَقُول إِذَا رأيت المريد يشتغل بالرخص والكسب فليس يجئ منه شَيْء وسمعته يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت جعفرا الخلدي يَقُول سئل الجنيد مَا للمريدين فِي مجاراة الحكايات فَقَالَ: الحكايات جند من جنود اللَّه تَعَالَى يقوى بِهَا قلوب المريدين فقيل لَهُ فهل لَك فِي ذَلِكَ شاهد فَقَالَ: نعم قَوْله عَزَّ وَجَلَّ: وكلا نقص عليك من أنباء الرسل مَا تثبت بِهِ فؤادك وسمعته يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن خَالِد يَقُول: سمعت جعفرا يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول المريد الصادق غنى عَن علم الْعُلَمَاء فأما الفرق بَيْنَ المريد والمراد فَكُل مريد عَلَى الحقيقة مراد إِذَا لو لَمْ يكن مراد اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بأن يريده لَمْ يكن مريدا إذ لا يَكُون إلا مَا أراده اللَّه تَعَالَى وكل مراد مريد لأنه إِذَا أراده الحق سبحانه بالخصوصية وفقه للإرادة ولكن الْقَوْم فرقوا بَيْنَ المريد والمراد فالمريد عندهم هُوَ المبتدئ والمراد هُوَ المنتهى والمريد الَّذِي نصب بعين التعب وألقى فِي مقاساة المشاق والمراد الَّذِي كفى بالأمر من غَيْر مشقة فالمريد متعن والمراد مرفوق بِهِ مرفه , وسنة اللَّه تَعَالَى مَعَ القاصدين مختلفة فأكثرهم يوفقون للمجاهدات ثُمَّ يصلون بَعْد مقاساة. . . . والتي إِلَى سنى المعالى وكثير مِنْهُم يكاشفون فِي الابتداء بجليل المعاني ويصلون عَلَى مَا لَمْ يصل إِلَيْهِ كثير من أَصْحَاب الرياضات إلا أَن أكثرهم يردون إِلَى المجاهدات بَعْد هذه الأرفاق ليستوفي مِنْهُم مَا فاتهم من أحكام أهل الرياضة.
سمعت الأستاذ أبا عَلِيّ الدقاق يَقُول المريد متحمل والمراد محمول.