وَقَالَ أَبُو عَلَى الروذباري إِذَا قَالَ الفقير بَعْد خمسة أَيَّام أنا جائع فألزموه بالسوق ومروه بالعمل والكسب.
وقيل: نظر أَبُو تراب النخشبي إِلَى صوفي مد يده عَلَى قشر بطيخ ليأكله بَعْد ثلاثة أَيَّام فَقَالَ: لَهُ لا يصلح لَك التصوف الزم السوق وَقَالَ أَبُو يعقوب الأقطع البصرى: جعت مرة بالحرم عشرة أَيَّام فوجدت ضعفا فحدثني نفسي فخرجت إِلَى الوادي لعلى أجد شَيْئًا يسكن ضعفى فرأيت سلجمة مطروحة فأخذتها فوجدت فِي قلبي منها وحشة وكأن قائلا يَقُول لي جعت عشرة أَيَّام فآخره يَكُون حظك سلجمة متغيرة فرميت بِهَا ودخلت الْمَسْجِد فقعدت فَإِذَا أنا برجل أعجمي جلس بَيْنَ يدي ووضع قمطرة وَقَالَ هذه لَك فَقُلْتُ كَيْفَ خصصتني بِهَا فَقَالَ: اعلم أنا كُنَّا فِي البحر منذ عشرة أَيَّام وأشرفت السفينة عَلَى الغرق فنذر كُل واحد منا إِن خلصنا اللَّه تَعَالَى أَن يتصدق بشيء ونذرت أنا إِن خلصني اللَّه تَعَالَى أَن أتصدق بِهَذِهِ عَلَى أول من يقع بصرى عَلَيْهِ من المجاورين وأنت أول من لقيته فَقُلْتُ: افتحها ففتحه فَإِذَا فِيهَا كعك سميد مصري ولوز مقشور وسكر كعاب فقبضت قبضة من ذا وقبضة من ذا وقبضة من ذا وقلت: رد الباقي إِلَى صبيانك هُوَ هدية منى لكم وَقَدْ قبلتها ثُمَّ قُلْت فِي نفسي: رزقك يسير إليك من عشرة أَيَّام وأنت تطلبه من الوادي.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: كنت عِنْدَ ممشاد الدينوري فجرى حَدِيث الدين فَقَالَ: كَانَ عَلَى دين فاشتغل قلبي فرأيت فِي النوم كأن قائلا يَقُول: يا بخيل أخذت عَلَيْنَا هَذَا المقدار خذ عليك الأخذ وَعَلَيْنَا العطاء فَمَا حاسبت بَعْد ذَلِكَ بقالا ولا قصابا ولا غيرهم.