ويحكى عَن بنان الحمال قَالَ: كنت فِي طريق مَكَّة حرسها اللَّه تَعَالَى أجئ من مصر ومعي زاد فجاءتني امْرَأَة وَقَالَتْ لي: يا بنان أَنْتَ حمال تحمل عَلَى ظهرك الزاد وتتوهم أَنَّهُ لا يرزقك قَالَ: فرميت بزادي ثُمَّ أتى عَلَي ثلاثة لَمْ آكل فوجدت خلخالا فِي الطريق فَقُلْتُ: فِي نفسي أحمله حَتَّى يجئ صاحبه فربما يعطيني شَيْئًا فأرده عَلَيْهِ فَإِذَا أنا بتلك المرأة فَقَالَتْ لي: أَنْتَ تاجر تقول حَتَّى يجيء صاحبه فآخذ منه شَيْئًا من الدراهم وَقَالَتْ أنفقها فاكتفيت بِهَا إِلَى قريب من مَكَّة.
ويحكى أَن بنانا احتاج إِلَى جارية تخدمه فانبسط إِلَى إخوانه فجمعوا لَهُ ثمنها وَقَالُوا: هُوَ ذا يجيء النفر فنشتري مَا يوافق فلما ورد النفر اجتمع رأيهم عَلَى واحدة وَقَالُوا: إنها تصلح لَهُ فَقَالُوا لصاحبها: بكم هذه فَقَالَ: إنها ليست للبيع فألحوا عَلَيْهِ فَقَالَ: إنها لبنان الحملة أهدتها إِلَيْهِ امْرَأَة من سمرقند فحملت إِلَى بنان وذكرت لَهُ القصة.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المخزومي يَقُول: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن صَالِح قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبدون قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن الخياط قَالَ كنت عِنْدَ بشر الحافي فجاء نفر فسلموا عَلَيْهِ فَقَالَ: من أين أنتم قَالُوا: نحن من الشام جئنا نسلم عليك ونريد الحج فَقَالَ: شكر اللَّه تَعَالَى لكم فَقَالُوا: تخرج معنا فَقَالَ: بثلاث شرائط لا نحمل معنا شَيْئًا ولا نسأل أحدا شَيْئًا وإن أعطانا أحد شَيْئًا لا نقبل قَالُوا: أما أَن لا نحمل فنعم وَأَمَّا أَن لا نسأل فنعم وَأَمَّا أَن لا نقبل إِن أعطينا فهذا لا نستطيعه فَقَالَ: خرجتم متوكلين عَلَى زاد الحجيج ثُمَّ قَالَ يا حسن الفقراء ثلاثة: فَقِير لا يسأل، وإن أعطي لا يأخذ، فذاك من جملة الروحانيين، وفقير لا يسأل، وإن أعطي قَبِل فذاك توضع لَهُ موائد فِي حظائر القدس، وفقير يسأل وإن أُعطي قَبِل قدر الكفاية فكفارته صدقه.
وقيل: لحبيب العجمي لَمْ تركت التجارة؟ قال وجدت الكفيل ثقة.
وقيل: كَانَ فِي الزمن الأَوَّل رجل فِي سفر ومعه قرص فَقَالَ: إِن أكلته مت