قالوا: وما التقوى؟ قال: "أن تعملَ بطاعةِ الله على نور من الله، ترجو ثوابَ الله، وأن تتركَ معصية اللهِ على نور من الله، تخاف عقاب (?) الله". (?)
وهذه (?) من أحسنِ ما قيل في حَدِّ التقوى (?)، فإن كلَّ عمل لابدَّ له من مبدأ وغاية، فلا يكون العملُ طاعة وقُربة حتى يكون مصدرُه عن الإيمان، فيكون الباعثُ عليه هو الإيمان المحض، لا العادةُ ولا الهوى ولا طلبُ المَحْمَدَةِ والجاهِ وغير ذلك، بل لابدَّ أن يكون مبدؤه محض الإيمان، وغايته ثوابَ الله تعالى، وابتغاءَ مرضاتِه، وهو الاحتساب.
و [لهذا] (?) كثيرا ما يُقْرَن بين هذين الأصلين في مثل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صامَ رمضان إيمانا واحتسابًا" و"من قامَ ليلةَ القدرِ إيمانا واحتسابا" (?)، ونظائره.